مواقع اخرى خدمات الصور الإسلامية فرق منحرفة المكتبة الصوتية
English  Francais  أهل السنة

الامام احمد الرفاعي رضي الله عنه

الإمام أحمد الرفاعي رضي الله عنه




يقول الله تعالى في القرءان الكريم: {الا انَّ اوْلِيَاء اللّهِ لا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ الَّذِينَ امَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ} [سورة يونس].



سيدنا احمد الرفاعي الكبير رضي الله عنه كان علما شامخا، وجبلا راسخا، وعالما جليلا، مُحدثا، فقيها، مفسرا، ذا روايات عاليات، واجازات رفيعات، قارئا مجودا، حافظا، حجة، متمكنا في الدين، سهلا على المسلمين، صعبا على الضالين، هينا لينا، كريم الخلق، حلو المكالمة، لطيف المعاشرة، لا يمله جليسه ولا ينصرف عن مجالسه الا لعبادة، حمولا للاذى، وفيا اذا عاهد، صبورا على المكاره، جوادا من غير اسراف، متواضعا من غير ذلة، كاظما للغيظ من غير حقد بحرا من بحار الشرع، سيفا من سيوف الله، وارثا اخلاق جده رسول الله صلى الله عليه وسلم.



هو ابو العباس القطب الغوث الجامع الشيخ السيد احمد بن علي الرفاعي الحسيني رضي الله عنه وارضاه.



كان رضي الله عنه من الصوفية الصادقين، عاملا بشريعة الله تعالى مخالفا لهواه لا يُتبع نفسه الهوى في الماكل والمشرب والملبس وغير ذلك، يقتصر على القدر الذي يحفظ له صحة جسده من الماكل والمشرب والملبس مع بذل الجهد في عبادة الله تعالى في اداء الفرائض والاكثار من النوافل. وكان لسيدنا احمد الرفاعي حظ كبير بالتواضع حتى صار يضرب فيه المثل بالتواضع وهكذا مشايخ سلسلة طريقته معروفون بين الصوفية بالتواضع وهذا حظ كبير، الرسول عليه الصلاة والسلام بين ان اكثر الناس غافلون عن هذا المقام التواضع، قال عليه الصلاة والسلام: "انكم لتغفلون عن افضل العبادة التواضع".



ثم ان الامام الرفاعي رضي الله عنه كان يجتمع في زاويته نحو مائة الف نفس في ليلة من السنة يسمونها ليلة المحيا، كان هو يقوم بكفايتهم بالطعام والشراب وهو لم يكن من بيت الملك ولا من بيت الوزارة وانما كان يقوم بذلك بمدد امده الله به ومع هذا كان شديد التواضع، خلفاؤه وخلفاء خلفائه زادوا في حياته على مائة الف بلغ عددهم مائة الف وثمانين الف وكانت تظهر لهم احوال غريبة وهي الكرامات التي يكرم الله بها عباده الاتقياء كدخول الافران الحامية، كان احدهم يدخل الفرن الحامي ينام في جانب والخباز يخبز في الجانب الاخر لا يتاذى بالنار (لان النار لا تخلق الاحراق انما خالق الاحراق فيها هو الله، الم تكن بردا وسلاما على سيدنا ابراهيم عليه السلام؟) كذلك من الرفاعية من كانوا يقيمون حضرة الذكر ويشعلون نارا عظيمة فيدخلون فيها ويمكثون فيها حتى تنطفئ. مرة قصد سيدنا احمد المدينة المنورة ولما وصل الرفاعي رضي الله عنه مدينة رسول الله صلى الله عليه وسلم وقف تجاه حجرة النبي عليه الصلاة والسلام وقال: السلام عليك يا جدي. فرد عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم: وعليك السلام يا ولدي.



سمع ذلك كل من في المسجد فجثا على ركبته ثم قام وبكى وان طويلا وقال: يا جداه.



في حالة البعد روحي كنت ارسلها **** تقبل الارض عني وهي نائبتي

وهذه دولة الاشباح قد حضرت **** فامدد يمينك كي تحظى بها شفتي



فمد له رسول الله صلى الله عليه وسلم يده الشريفة المعطرة من قبره الازهر المكرم فقبلها في ملا يقرب من تسعين الف رجل والناس ينظرون اليد الشريفة.



هذا الامام الجليل احمد الرفاعي رضي الله عنه الله تعالى افاض عليه بجواهر الكلم فمن الجواهر التي تكلم بها في علم الاصول: "غاية المعرفة بالله الايقان بوجوده تعالى بلا كيف ولا مكان".



ومن جواهره ايضا قوله: "يا ولدي اذا تعلمت علما وسمعت نقلا حسنا فاعمل به ولا تكن من الذين يعلمون ولا يعملون".



ويقول: "العجب ممن يعلم انه يموت كيف ينسى الموت، والعجب ممن يعلم انه مفارق الدنيا كيف ينكب عليها ويقطع ايامه بمحبتها".



ويقول: "الدنيا اولها ضعف وفتور وءاخرها موت وقبور".



فنسال الله تعالى ان يزهدنا في هذه الدنيا الفانية الزائلة وان يجعلنا من الذين لا خوف عليهم ولا هم يحزنون وان ينفعنا ببركات الشيخ احمد الرفاعي الكبير رضي الله عنه.


مواضيع ذات صلة
عذرأ لا يوجد موضوع مشابه

<<< الدرس المقبل

الدرس السابق >>>