مواقع اخرى خدمات الصور الإسلامية فرق منحرفة المكتبة الصوتية
English  Francais  أهل السنة

اهل السنة والجماعة

أهل السنة والجماعة



أهل السنة معناه الذين هم على ما عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه وكلمة الجماعة معناها جماعة المسلمين أي الجمهور الغالب هؤلاء منذ زمن الرسول صلى الله عليه وسلم إلى يومنا هذا على التوحيد على تنزيه الله عن مشابهة الخلق ينزهون الله عن مشابهة الخلق، يثبتون لله تعالى الصفات التي تدل على كماله وتليق به كالصفات المذكورة عند العلماء التي تسمى الصفات الثلاث عشرة الوجود والقدم والوحدانية والقدرة والإرادة والسمع والبصر والكلام والقيام بالنفس.



هذه الصفات المعروفة عند المسلمين كلهم على هذا من أيام الصحابة والخلفاء الذين جاءوا بعدهم والخلفاء الذين جاءوا بعدهم إلى زماننا هذا. حتى كان يوجد تحت الخليفة العباسي رجل مشهور بالعلم والصلاح والتقوى والشجاعة يسمى صلاح الدين الأيوبي هذا له شهرة وبروز في المعارك ضد الكفار هو الذي حارب الصليبيين وأخرجهم من أرض فلسطين بعد أن كانوا احتلوها أكثر من ستين سنة كانوا احتلوا أرض المقدس هو جاء وأخرجهم من أرض المقدس من فلسطين.



صلاح الدين الأيوبي كان حافظًا للقرءان وكان عالما بالفقه يحفظ كتاباً كبيراً في الفقه الشافعي يسمّى كتاب التنبيه ويحفظ كتاب الحماسة هذا الكتاب يتحدث عن الجهاد والقتال ومحاربة الكفار، وكان يحضر مجالس علم الحديث على الطريقة القديمة التي عليها المشايخ القدماء وكان يعتني بتعليم العقيدة الأشعرية. كان يوجد رجل اسمه محمد بن هبة البرمكي هذا من العلماء ألف مؤلفاً عمله على شكل أبيات شعر وقدمه للسلطان صلاح الدين الأيوبي ذكر في هذا الكتاب عقيدة أهل السنة والجماعة ذكر تنزيه الله عن المكان وعن الجوارح وعن الجهات وإثبات صفة الكلام لله مع تنزيه الله عن أن يكون كلامه بحرف وصوت ولغة كما هو كلام الخلق لما نظر فيه صلاح الدين أعجبه هذا الكتاب وقرر تعليمه للصبيان في الكُتَّابِ، الصبيان يعني الذين لم يبلغوا بعد، والكُتّاب معناه المدارس القديمة، وقرر أن تقرأ العقيدة الأشعرية على المنائر قبل أذان الفجر - من زمان كان الناس يستيقظون قبل الفجر يصلون قيام الليل وينتظرون الصبح - ، وأمر المؤذنين على المنائر أن يذكروا العقيدة الأشعرية، وهي نسبة إلى الإمام أبي الحسن الأشعري وكان إمام أهل السنة في زمانه هو وإمام ءاخر اسمه أبو منصور الماتريدي هذان الإمامان ما جاءا بشئ جديد الإمام أبو الحسن الأشعري كان في بغداد ما جاء بشئ جديد لا هو ولا الإمام أبو منصور الماتريدي إنما الذي فعلاه أنهما رتبا ذكر بيان عقيدة أهل السنة والجماعة وأقاما الأدلة عليها نصبا الأدلة عليها من القرءان ومن كلام الرسول صلى الله عليه وسلم وردا على المخالفين لأهل السنة والجماعة لذلك صار المسلمون في مشارق الأرض ومغاربها إن كان في بلاد الحجاز أو إفريقيا مصر أو الجزائر وبلاد المغرب العربي إلى الصين وإلى الهند وباكستان وبلاد الشام كل مسلم إما ينتسب إلى هذا الإمام أو هذا الإمام فيقال أشعري وماتريدي. أشعري هذا السلطان صلاح الدين رضي الله عنه لما رأى هذا النفع في هذه القصيدة أمر إن تدرس للصبيان اعتناءً بعقيدة أهل السنة والجماعة وأمر أن تقرأ العقيدة الأشعرية على المنائر قبل صلاة الفجر. في هذه القصيدة يقول في الأول هو هذا محمد بن هبة البرمكي يقول:



نظمتها للملك الأمين الناصر الغازي صلاح الدين



يعني هو قدم هذا النظم للملك صلاح الدين وكان سلطانا تحت الخليفة العباسي كان عادلاً في حكمه، قال:



نظمتهـا للمـلك الأمين النـاصر الغازي صلاح الدين



ذي العدل والجود معًا والباس يوسف محيي دولـة العبـاس



اسمه يوسف هو محيي دولة العباس يعني هو كان تحت الخليفة العباسي. ثم قال في تنزيه الله عن المكان:

قد كان موجودًا ولا مكان وحكمه الآن على ما كان

يعني الله تعالى كان موجودًا في الأزل ولم يكن مكان وحكمه الآن على ما كان أي ما زال موجودًا بلا مكان.



قد كان موجودًا ولا مكان وحكمه الآن على ما كان



يعني هو لا يتغير، الله لا يجوز عليه التغير هذا الكلام من أين أخذه ؟ أخذه من قول الله تعالى: ﴿ ليس كمثله شئ وهو السميع البصير ﴾، وأخذه من قول النبي صلى الله عيه وسلم: (( كان الله ولم يكن شئ غيره )) من هذا أخذ أن الله موجود بلا مكان، المكان هو الفراغ الذي يشغله الحجم فكل شئ يكون في مكان، ماذا يكون ؟ يكون حجمًا يعني مخلوقًا والمخلوق لا يكون إلهـًا، الله خالق كل شئ فلا يشبه شيئًا من خلقه بوجه من الوجوه.



قد كان موجودًا ولا مكانا وحكمه الآن على ما كانا

فقد غـلا وزاد في الغـلو من خصَّـه بجهة العلـو



الجهة شئ مخلوق الذي يخص الله بجهة من الجهات هذا جعل الله شيئًا مخلوقًا فقد غلا، معنى غلا أي جاوز حد الشرع جاوز الحد المسموح به شرعًا هذا معنى فقد غلا. سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم لما كان في مزدلفة قال لعبد الله بن عباس القط لي حصى قال ابن عباس فلقطت له حصى مثل حصى الخذف، الخذف يعني مثل حبة الباقلا قدر الأنملة، قال: فأعجب رسول الله ذلك ثم قال لي: (( ألا بمثل هذا فارموا وإياكم والغلو فإن الغلو أهلك من كان قبلكم )) يعني ارموا بهذا اتبعوني وارموا بمثل ما رميت به وإياكم والغلو، يعني اتركوا مجاورة حد الشرع، إن الغلو أهلك من كان قبلكم الذي يتجاوز حد الشرع يهلك لذلك قال محمد بن هبة البرمكي:



فقد غـلا وزاد في الغلو من خصـه بجهـة العلـو

وحصر الصانع في السماء مبدعهـا والعرش فوق الماء



يعني هؤلاء الذين خصوا الله بجهة فوق وحصروه في السماء وهو خالقها كيف يكون محصورًا فيها ؟ قال: وحصروا الصانع في السماء مبدعها: يعني الله هو خالقها كيف تجعلون خالق السماء في السماء ؟ واحد من المشبهة نفاة التوسل شخص ناقشه في هذه المسألة فقال له هذا السني المتعلم: أليس الله خلق السماء وهو خلق العرش وهو خلق المكان، كيف تقول يسكن السماء أو يجلس على العرش ؟ فقال له المشبه: النجار الذي ما له بيت إذا بنى بيتًا أليس يسكنه ؟ الله قال في القرءان الكريم: ﴿ فلا تضربوا لله الأمثال ﴾ هذا الشخص يجعل الله تعالى مثل النجار. أحدهم ناقشني منذ أكثر من عشرين سنة في مصر في أثناء الجدال ذكرت له الآية التي في القرءان الكريم قلت له أليس يوجد ءاية في القرءان الكريم الله يقول: ﴿ وهو الذي في السماء إله وفي الأرض إله ﴾ إذا قلت أنا ءاخذ بظواهر الآيات تجعل الله في السماء وفي الأرض. قال لي والعياذ بالله: لا مانع أن يكون الشخص يسكن الشام وبعض الأحيان يتردد إلى بيروت يأتي إلى بيروت ثم يذهب إلى الشام.



هؤلاء يضربون لله الأمثال والله قـال: ﴿ فلا تضربوا لله الأمثال ﴾، الشخص الذي يسكن الشام مخلوق إذا تردد بين بيروت والشام ينتقل من مكان إلى مكان يفرغ المكان ويملأ الآخر ثم يفرغ هذا ويملأ الأول وهكذا، أما الله لا يجوز عليه ذلك. في الحديث ينزل ربنا كل ليلة إلى السماء الدنيا ليس معناه الله يفرغ مكانًا ثم يملأ السماء الدنيا ثم يعود يفرغها ثم يطلع ويملأ جهة العرش كما يقول المشبهة، هذا الحديث في شرح البخاري قال: وضبطه بعضهم بضم بالياء يُنزل ربنا كل ليلة إلى السماء الدنيا أي الله ينزل كل ليلة إلى السماء الدنيا ملك هذا الملك مأمور الله أمره أن يقول مبلغًا عنه إن ربكم يقول: هل من داع فأستجيب له هل من سائل فأعطيه هل من مستغفر فأغفر له، وهذا الحديث الموجود في البخاري له رواية أخرى رواه الحافظ النسائي في كتاب عمل اليوم والليلة

عن أبي هريرة قال: قـال رسـول الله صلى الله عليه وسلم: (( إن الله يمهل حتى إذا مضى شطر الليل الأول أمر مناديًا فينادي أن ربكم يقول: هل من داع فأستجيب له هل من سائل فأعطيه هل من مستغفر فأغفر له ينفجر الفجر )) هذه رواية النسائي فسرت رواية البخاري المشهورة على ألسنة الناس بأن المقصود هنا نزول الملك وليس نزول رب العالمين وهذا يسميه أهل العلم من باب حذف المضاف، ينزل ربنا أي ينزل ملك ربنا عندما نقول ملك ربنا هنا صار لفظ ربنا مضافا إليه والملك هو المضاف فحذف المضاف، فقال الرسول بالوحي من الله: ينزل ربنا كل ليلة إلى السماء الدنيا " كما هو معروف أن من أمر بشئ ولو هو لم يباشر فعله يقال فعل فلان كذا بنى الأمير المدينة، ما معنى بنى الأمير المدينة ؟ معناه أمر ببنائها، ، وهنا ينزل ربنا معناه الله يأمر الملك فينزل الملك، أما على قول المشبهة يجعلون الله جسمًا قاعدًا على العرش وينزل فيفرغ منه العرش إلى السماء الدنيا على زعمهم الله يتصاغر لأن العرش أكبر جسم خلقه الله والسماء الدنيا بالنسبة للعرش شئ قليل، الرسول صلى الله عليه وسلم قال: (( ما السماوات السبع في جنب الكرسي إلا كحلقة ملقاة في فلاة من الأرض وفضل العرش على الكرسي كفضل الفلاة على الحلقة )) والفلاة هي الأرض البرية ( الصحراء ) يعني كم النسبة بين العرش والسماء من حيث الحجم لا يعلم ذلك إلا الله. جعلوا الله متصاغرًا جعلوا الله جسمًا وجعلوه ذا أعضاء وجعلوه متنقلاً وجعلوه متصاغرًا.



الرسول صلى الله عليه وسلم قال: (( تفكروا في كل شئ ولا تفكروا في ذات الله )) يعني كل شئ من خلق الله تفكروا فيه لكن في ذات الله لا تفكروا في ذات الله لأن الإنسان لا يستطيع أن يحيط معرفة بذات ربه سبحانه وتعالى.



هذا السلطان صلاح الدين الأيوبي نصر هذه العقيدة وأيدها وكل المسلمين ينصرونها ويؤيدونها. ثم في باب إثبات صفة الكلام لله يثبت أن الله متكلم بكلام لا هو حرف ولا هو صوت ولا هو لغة، يثبت أن الله له كلام، كلام بمعنى الصفة صفة الكلام لله الذي ليس حرفًا ولا صوتًا ولا لغة، ويقول رادا على المشبهة يقول:

فيا أولي التشبيه والتجسيم الحاء في الرحمن قبل الميم



يعني كيف تقولون كلام الله الذي هو صفة ذاته حرف وصوت ولغة؟!! هو يرد على المشبهة يقول:



فيا أولي التشبيه والتجسيم الحاء في الرحمن قبل الميم



يعني إذا قال القارئ: الرحمن. أليست الحاء قبل الميم، أليس هذا تعاقبا أليس التعاقب علامة

الحدوث أليس الحدوث لا يجوز على الخالق الذي أحدث كل شئ؟!! الله تعالى له كلام، لكن كلامه الذي هو صفة ذاته ليس حرفًا ولا صوتًا ولا لغة، لأن اللغات مخلوقة لا يجوز أن يوصف الله باللغة، والحرف متعاقب يدخله التعاقب ولا يجوز على الله التعاقب في شئ من صفته، والصوت لا يكون إلا باصطكاك الأجرام، عندما يصطدم جسم بجسم وينسل الهواء يطلع الصوت كل هذا مخلوق الخالق لا يجوز عليه أن يتصف لا بلغة ولا بحرف ولا بصوت، فإذا قال شخص لكم: من أين جاء القرءان الكريم؟ يقال له: هذا القرءان بالوحي أنزل على الرسول صلى الله عليه وسلم، سيدنا جبريل عليه السلام أخذه من اللوح المحفوظ ونزل به على الرسول، أولاً نزل به إلى بيت العزة في السماء الدنيا في ليلة القدر ثم صار ينزل على رسول الله صلى الله عليه وسلم بالقرءان شيئا فشيئا حتى تم نزوله في ظرف ثلاث عشرة سنة.



فإذًا لفظ القرءان موجود في اللوح المحفوظ ولفظ التوراة الأصلية موجود في اللوح المحفوظ ولفظ الإنجيل الأصلي موجود في اللوح المحفوظ وسيدنا جبريل عليه السلام يسمع كلام الله الذي ليس حرفًا ولا صوتًا ولا لغة، ثلاثة في الدنيا سمعوا كلام الله سيدنا محمد وسيدنا موسى عليه السلام وسيدنا جبريل، فيفهم سيدنا جبريل من سماعه كلام الله: قل لمحمد كذا قل لموسى كذا قل لعيسى كذا.



ما معنى يسمع كلام الله؟ الله يزيل عن سمعه الحجاب المعنوي المانع من سماع كلامه فيسمع كلام الله الذي ليس حرفًا ولا صوتًا ولا لغة فيفهم منه المعنى المراد قل لمحمد كذا قل لعيسى كذا قل لمحمد الله أحل كذا الله حرم كذا ونحو ذلك، أما كلام الله الذي هو صفة ذاته لا يجوز أن يكون حرفًا ولا صوتًا ولا لغة ولا يجوز أن يكون الله ينطق كما نحن ننطق لأن نطقنا قيام شئ حادث بنا والشئ الحادث إذا قام بالشئ فمعناه أن هذا الشئ حادث مخلوق.



يعني عندما سمع موسى كلام الله، كيف يقال سمع كلام الله ؟ أزال الله عن سمعه الحجاب المعنوي فسمع كلام الله الذي ليس حرفًا ولا صوتًا ولا لغة وفهم منه ما شاء الله أن يفهم، فالعبارة شئ والمعبر عنه شئ ءاخر، ولتقريب هذا للذهن يقال: الشخص إذا قال: الله. فيقال له: بماذا تلفظت؟ فيقول: تلفظت الله. ليس معناه الخالق قام بلسانه، أو إذا كتبنا على هذه حروف لفظ الجلالة الله، فواحد قال: ما هذا؟ ماذا يقال له؟ الله. ليس معناه الخالق حل في الورقة أو في الخشبة، لا، معناه هذه الحروف تدل على خالق الكون، وهذه الحروف الموجودة في المصحف على ماذا تدل؟ على كلام الله الأزلي الأبدي الذي ليس حرفًا ولا صوتًا ولا لغة، لذلك اختلفت العبارات التوارة بالعبرانية والإنجيل بالسريانية والزبور بالعبرانية والقرءان بالعربية، عبارات مختلفة والمعبر عنه واحد، كنطق الأعجمي بلفظ الجلالة بلغته ونطق العربي بلفظ الجلالة بقوله: الله. اختلفت العبارات والمعبر عنه واحد وهو الله.



هذه مسألة الكلام مسألة مهمة جدًا خالف فيها المعتزلة وناقشوا أهل السنة والجماعة ومن كثرة المناظرات بين أهل الحق والمعتزلة وسواهم من أهل الضلال سمي علم التوحيد علم الكلام بسبب كثرة مناقشة أهل الحق لأهل الضلال في مسألة الكلام، علم الكلام ممدوح ليس مذمومًا، العلماء يقولون:



عاب الكـلام أناس لا عقول لهم ومـا عليه إن عـابوه من ضرر

ما ضر شمس الضحى في الأفق طالعة أن ليس يبصرها من ليس ذا بصر

علم الكلام الذي هو علم التوحيد ممدوح ليس مذمومًا، الإمام أبو حنيفة سماه الفقه الأكبر، والإمام الشافعي قال أحكمنا ذاك قبل هذا.أي أتقنا علم التوحيد قبل علم فروع الفقه.

والله أعلم وأحكم.....




مواضيع ذات صلة

<<< الدرس المقبل

الدرس السابق >>>