مواقع اخرى خدمات الصور الإسلامية فرق منحرفة المكتبة الصوتية
English  Francais  أهل السنة

أصول الإيمان الستة 4

أصول الإيمان الستة 4



الإيمان برُسُلِ الله



قولهُ صلى الله عليهِ وسلم في حديث جبريلَ الطويل : الإيمان أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله...الحديث



معناه : أنه يجبُ الإيمانُ برسل الله من كان منهم نبياً غيرَ رسول ومن كان رسولاً نبيا

وليعلم أن النبي هو : من أوحي إليهِ بشرعِ من قبلهُ



أما الرسولُ فهو : من أوحي إليه بشرعٍ جديد,



وكلٌ مأمورٌ بالتبليغ وقد غلط بعضهم فقال



: إن النبي غيرُ مأمورٍ بالتبليغِ وهذا غلطٌ شنيع



لأنه لو لم يكن مأموراً بالتبليغ فأي معنى لرسالتهِ



. ومعنى قول الله تعالى :{لانفرقُ بين أحدٍ من رسله}



أي بالإيمانِ معناهُ: نؤمنُ بالكُل أما من حيثُ الفضلُ



فبعض الرسل أفضل من بعض قال تعالى



:{ تلك الرسل فضلنا بعضهم على بعض}



وأول الأنبياء والرسل هو ءادم عليه السلام



والدليلُ على أنهُ كان نبياً قول الله تعالى



:{إن الله اصطفى ءادم ونوحاً وءال إبراهيم



وءال عمران على العالمين} وقد غلط بعضُ الناسِ



وظنوا أن أول الرسل على الإطلاق هو نوحٌ



وأوردوا لذلك حديثاً إن نوحاً هو أول رسل الله



إلى أهلِ الأرضِ وهذا الحديث معناه: أن نوحاً



عليه السلام هو أول من أرسله الله إلى أقوامٍ مختلفين



لأنه قبل ذلك كان الناس أمة واحدة



أي كلُهم على الإسلام وذلك في زمن ءادم



وشيث وإدريس وحصل الكفر أول مرة



بعد إدريس فكان نوحٌ أول من أرسل إلى الكفار,



والجاهلية الأولى مابين وفاة إدريس إلى بعثة



نوح وكانت ألف سنة .



وأفضل الأنبياء وءاخرهم هو محُمّد



صلى الله عليه وسلم والدليل على أنه أفضل الأنبياء



قوله تعالى : {كنتم خير أمة أخرجت للناس .....الآية }



وإذا كانت أمته خير الأمم فيكون هو خيرَ الأنبياءِ.



وليعلم أن الأنبياء أفضل من الأولياء وأفضل من الملائكة



قال الله تعالى بعد ذكر جملةٍ من الأنبياء



:{ وكلاً فضلنا على العالمين }



والعالمون يشمل الجن والإنس والملائكة .



وقد جاء كلُ الأنبياء بدين واحدٍ هو الإسلام



قال تعالى : { إن الدين عند الله الإسلام } وقال تعالى



:{ ومن يبتغ غير الإسلام دينا فلن يقبل منه



وهو في الآخرة من الخاسرين } وقال تعالى



:{ هو سماكم المسلمين من قبل } وقال تعالى



:{ ماكان إبراهيمُ يهودياً ولا نصرانياً ولكن كان



حنيفاً مسلماً وما كان من المشركين }



وقال تعالى :{ فلما أحس عيسى منهم الكفر قال



من أنصاري إلى الله قال الحواريونَ



نحنُ أنصارُ الله ءامنا بالله واشهد بأنا مسلمون }.



وروى البخاري أن رسولَ الله صلى



الله عليه وسلم قال :



[ الأنبياء إخوة لعلات دينهم واحدٌ



وأمهاتهم شتى] معناه دينهم هو الإسلام



فكلُ الأنبياء جاءوا بعقيدةٍ واحدةٍ في حق الله



وهي عقيدة لا إله إلا الله قال عليه الصلاة والسلام :



أفضل ماقلت أنا والنبيون من قبلي



لا إله إلا الله وحده لا شريك له .



والإخوة في اللغة إخوة أشقاء أو إخوة أخياف



أو إخوة لعلات ومعنى إخوة لعلات :



الذين أبوهم واحد لكن أمهاتهم مختلفة,



وهذا التشبيه الذي ذكره الرسول معناه



أن كل الأنبياء كالأخوة الذين أبوهم واحد



وذلك لأن دينهم واحد وهو الإسلام



وإنما الفرق بينهم في الشريعة التي هي الفروع العملية



كالزكاة والصلاة ونحو ذلك , ففي شريعة ءادم



كان يجوز للأخ أن يتزوج أخته من البطن الآخر



وكان الزنى في شريعته إذا نكح الأخ أخته التي



هي من نفس البطن ثم حُرم زواج الأخِ أختهُ



من البطن الآخر



في شريعة شيث,وكان في شريعة ءادم فرضية



صلاة واحده



ثم في شريعة أنبياء بني إسرائيل فرضية صلاتين



ثم في شريعة سيدنا محمد التي هي أحسن الشرائع



وأيسرها فرضية خمس صلوات في اليوم والليلة,



وهذا التغير في الشريعة على حسب ماتقتضيه الحكمةُ



والله أعلم بمصالح الناس من أنفسهم .



ومن هذا يتبين لك أيها المطالع المنصف



الغلط الشنيع في قول بعض الناس



الأديان السماوية الثلاث فإنه لا دينَ صحيح



إلا الإسلام وهو الدين السماوي الوحيد.



وأما النصارى الذين ذكروا في القرءان على سبيل المدح



في ءاية :{ إن الذين هادوا والنصارى والصائبين



من ءامن بالله واليوم الآخر....الآية }



فهم المسلمون الذين نصروا عيسى واتبعوه



على دين الإسلام وأما اليهود المذكورون فهم المسلمون



الذين كانوا هادوا أي تابوا ورجعوا عما حصل منهم



بعد مخالفتهم موسى وهارون قالوا هُدنا أي تبنا ورجعنا.



وسببُ تسميةِ الذين كفروا بعد ذلك من اليهود و النصارى



بأهل الكتاب لأنهم ينتسبون للتوراة والإنجيل انتساباً



ولايؤمنون بالتوراة والإنجيل الأصليين



فلا يجوزُ تسميتهم مؤمنين والدليل على ذلك



قوله تعالى :{ قل يا أهل الكتاب لم تكفرون بآيات



الله والله شهيد على ماتعملون} وقوله تعالى :



{ ولو ءامن أهل الكتاب لكان خيراً لهم}



وقوله تعالى :{ ولو أن أهل الكتاب ءامنوا واتقوا



لكفرنا عنهم سيئاتهم} معناه أنهم ليسوا مؤمنين



وأما قول الله تعالى:{ إن الذين كفروا من أهل الكتاب



والمشركين في نار جهنم خالدين فيها أولئك هم شر البرية}



فمن هنا ليست للتبعيض إنما هي بيانيه معناهُ :



كلهم كفروا .



ويَجِبُ اعتقادُ أنَّ كلَّ نبِيّ مِنْ أنبياءِ الله يجِبُ أنْ يكونَ متَّصِفًا بالصّدْقِ والأمانةِ والفطانةِ.

فأنبياءُ الله أحبابُ الله يستحيلُ عليهمُ الكذبُ



لأنَّ ذلكَ نَقْصٌ يُنافي مَنْصِبَ النُّبُوَّةِ.



ويستحيلُ عليهِمُ الخِيانَةُ وَهِيَ ضِدُّ الأمانةِ،



ويستحيلُ عليهِمُ التَلَبُّسُ بالرذالةِ أيًّا كانتْ



كاختلاسِ النَّظَرِ إلى المرأةِ الأجنَبِيَّةِ بِشَهْوَةٍ.



ويستَحيلُ عليْهِمُ السفاهةُ كالتلفظ بألفاظٍ شنيعة.



ويستحيلُ عليهِمُ البلادةُ وهِيَ ضَعْفُ الفَهْمِ.



والبليد لا يفهمُ الكَلامَ مِنَ المرَّةِ الأولى إلا بعْدَ أنْ يُكَرَّرَ



عليهِ عِدَّةَ مراتٍ فَهَذا كُلُّهُ يَسْتحيلُ في حقّ الأنبياءِ،



فَمَا مِنْ نَبِيّ خائِنٌ أو رَذيلٌ أو سفيهٌ أو بليدُ الذِّهْنِ.



والله تعالى حَفِظَهُمْ مِنَ الكُفْرِ قَبْل النُّبُوَّةِ وبَعْدَها



وحَفِظَهُمْ مِنَ الكبائِرِ كالزّنى وحَفِظَهُمْ من



صغائرِ الخسَّةِ كَسَرِقَةِ حَبَّةِ عِنَبٍ.



ولْيُعْلَمْ أنَّ كلَّ الأنبياءِ فُصَحاءُ فليسَ فيهم أرَتُّ



وهوَ الذي يكونُ في لسانِهِ عُقْدَةٌ وحَبْسَةٌ



ويَعْجَلُ في كَلامِهِ فلا يُطاوِعُهُ لِسانُهُ،



وليس فيهم تَأْتاءٌ ولا ألْثَغُ. والألْثَغُ الذي يُصَيّرُ الرَّاء



غينًا أو لامًا والسينَ ثاءً مثَلاً.

ويَسْتحيلُ على أنبياءِ الله سبْقُ اللسانِ



في الشَّرعيَّاتِ والعاديَّاتِ لأنَّهُ لَوْ جازَ عليهِمْ



لارتفعتِ الثّقَةُ في صِحَّةِ ما يقولونَهُ،



ولَقالَ قائِلٌ لَمَّا يَبْلُغُهُ كلامٌ عَنِ النَّبِيّ



«ما يُدرينا أنَّهُ يكونُ قالَهُ على وجْهِ سبْقِ اللّسانِ»



فلا يحصُلُ مِنَ النَّبِيّ أنْ يَصْدُرَ مِنْهُ كلامٌ غيرُ الذي أرادَ قولَهُ. وسبْقُ اللّسانِ هوَ أنْ يَتَكَلَّمَ الإنسانُ بشىءٍ



مِنْ غَيْرِ إرادةٍ بل يجري على لِسانِهِ



ولم يَقْصِدْ أنْ يقولَهُ بالمرَّةِ.



يَجبُ الْحذَرُ ُ الْحذَرُ مِنْ يوسفَ القرضاويُّ الذي قال



َ :إنَّ النبيّ يَجتهدُ في التشريع ويخطىء ,



وكلامُهُ هذا معناهُ ارتفاعُ الثقة ِ عُنْ كلام ِ الرسول .



الله تعالى يقول : *(ومَا ينطِقُ عَن ِ الهَوى *إِن هُوَ إِلا وَحىٌ يُوحَى )* ,



وفي صحيح مسلم ٍ أنَّ الرسولَ صلى الله عليه وسلم قال



: << ما امرتُكُم به مِنْ أمر ِ دُينكم فخذوهُ



وما أمرتُكُم به مِن أمر دُنياكُم فإنما أنا بشر >>



معناه أنا لا اخطىءُ في أمر الدّين ِ ,



وفي الحديثِ الصحيح ِ: << ما منكُم مِنْ أحد ٍ إلا يؤخذ ُ



من قولِهِ ويُترك غيَر رسول ِ الله >>



رواه الطبراني .

ويستَحيلُ عليهِمْ أيضًا الجنونُ وتأثيرُ السّحْرِ في عقولِهِمْ،



فلا يجوزُ أنْ يُعْتَقَدَ أنَّ الرسولَ قد أثَّرَ السّحرُ في عقْلِهِ.

وأنبياءُ الله كلهُمْ كانوا ذوي حُسْنٍ وجمالٍ،



ولا يجوز عليهِمُ المرضُ الذي يُنَفّرُ الناسَ منهُم.



فقدْ قالََ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم:



«ما بعثَ الله نبيًّا إلا حَسَنَ الوجهِ حَسَنَ الصّوْتِ



وإنَّ نَبِيَّكُمْ أحْسَنُهُمْ وَجْهًا وأحْسَنُهُمْ صَوْتًا» .

وبالنسبة لنبيّ الله أيوبَ فهو لم يُصب بمرض منفر



إنما ابتلاهُ الله بلاءً شديدًا استمرَّ ثمانِيَةَ عَشَرَ عامًا



وفَقَدَ مالَهُ وأَهْلَهُ ثمَّ عافاهُ الله وأغناهُ ورَزَقَهُ الكثير



َ مِنَ الأولادِ، بعضُ الناسِ الجهَّالِ يَفْتَرونَ عليهِ



ويقولونََ إنَّ الدّودَ أكَلَ جِسمَهُ، على زعمِهِمْ كانَ



الدّودُ يَتَساقَطُ ثمَّ يأخُذُ الدّودَةَ ويعيدُها إلى مكانِها



مِنْ جِسْمِهِ ويقول: يا مخلوقَةَ ربّي كُلي مِن الرِزْق الذي رَزَقَكِ». فهذا ضَلالٌ وكفر والعياذُ بالله.

إن أنبياءَ الله كلُّهمْ أصحابُ خِلْقَةٍ سويَّةٍ،



لم يكن فيهم ذو عاهَةٍ في خِلْقَتِهِ ولم يَكُنْ فيهم



أعرَجُ ولا كسيحٌ ولا أعمى،



وسيدنا يعقوبُ مِنْ شدَّةِ بكائِهِ على سيدنا يوسُفَ



ابيَضَّتْ عيناهُ مِنْ شِدَّةِ حُزنِهِ



على وَلَدِهِ يوسفَ، بَكَى بكاءً شديدًا حتّى ابيضَّتْ عيناهُ



ثمّ ردَّ الله تعالى عليه بَصَرَهُ لَمَّا أرسَلَ يوسفُ بقميصِهِ



مِنْ مِصْرَ إلى البَلدَةِ التي فيها فارْتَدَّ بَصيرًا.

وكذلِكَ لا يجوزُ القولُ إنَّ ءادَمَ عليهِ السّلامُ



كانَ مُتَوَحّشًا شبيهًا بالقِرْدِ،



فمَنْ قالَ ذلكَ فهوَ ليسَ بِمُسلِمٍ عندَ الله.



والله أعلمُ وأحكم




مواضيع ذات صلة

<<< الدرس المقبل

الدرس السابق >>>