مواقع اخرى خدمات الصور الإسلامية فرق منحرفة المكتبة الصوتية
English  Francais  أهل السنة

بعض أهوال يوم القيامة والتحذير من بعض المعاصي والحث على العمل للآخرة

إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونستهديه ونشكره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا من يهد الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له. وأشهد أنْ لا إله إلا الله وحده لا شريك له ولا مثيل له ولا ضد ولا ند له جلَّ ربي لا يشبه شيئا ولا يشبهه شىء ولا يحل في شىء ولا ينحل منه شىء ليس كمثله شىء وهو السميع البصير. وأشهد أنَّ سيدنا وحبيبنا وقائدنا وقرة أعيننا قمر الأقمار محمدًا عبده ورسوله وصفيه وحبيبه بلغ الرسالة وأدى الأمانة ونصح الأمة فجزاه الله عنا خير ما جزى نبيًا من أنبيائه. صلوات ربي وسلامه عليه وعلى إخوانه الأنبياء والمرسلين وءالِ كلٍ وصَحْبِ كلٍ وسلم.

أما بعد، فيا عباد الله أوصيكم وأوصي نفسي بتقوى الله العلي العظيم القائل في محكم التَنْزيل: ﴿وَاتَّقُواْ يَوْماً تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى

اللّهِ ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَّا كَسَبَتْ وَهُمْ لاَ يُظْلَمُونَ﴾ سورة البقرة 28 .

فاعلم أخي المسلم أن من طال انتظاره في الدنيا للموت لشدة مقاساته للصبر عن الشهوات فانه يقصر انتظاره في ذلك اليوم العظيم. ذلك اليوم الذي قال ربنا تبارك وتعالى عنه في سورة المعارج: ﴿فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ﴾ أي من سنيّ الدنيا جعله الله على الكافرين مقدار خمسين ألف سنة من وقت البعث إلى أن يفصل بين الخلق فهذا الطول في حق الكفار دون المؤمنين فلقد قيل لرسول الله صلى الله عليه وسلم :(في يوم كان مقداره خمسين ألف سنة). ما أطول هذا اليوم فقال صلى الله عليه وسلم: (و الذي نفسي بيده إنه ليخفف على المؤمن حتى يكون أخف عليه من صلاة مكتوبة يصليها في الدنيا). فمن طال انتظاره في الدنيا للموت لشدة مقاساته للصبر عن الشهوات فإنه يقصر انتظاره في ذلك اليوم خاصة، فاحرص أن تكون من أولئك المؤمنين فما دام يبقى لك نفس من عمرك فالأمر إليك والاستعداد بيديك، فاعمل في أيام قصار لأيام طوال تربح ربحًا لا منتهى لسروره، فإن صبرت عن المعاصي في الدنيا لتخلص من عذاب يوم مقداره خمسون ألف سنة يكون ربحك كثيرًا وتعبك يسيرًا.

إخوة الإيمان قد عمت البلوى وطمت وانتشر الفحش وقلت التقوى في القلوب فكثير من الناس لا يتورعون عن الغوص في المعاصي وقل حياؤهم فتراهم يقتحمون أبواب الحرام غير مبالين ولا سيما ونحن في الصيف، الصيف الذي ينتظره كثير من الناس للانغماس في المعاصي ولا سيما النساء فترى كثيرًا منهن قد خلعن ثوب الحياء لتظهر للناس ما خفي من محاسنها.

فعليك أخي المسلم بحفظ جوارحك من معصية الله عز وجل فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم قال الله تعالى في الحديث القدسي : {النظرة سهم مسموم من سهام إبليس من تركها مخافتي أبدلته إيمانا يجد حلاوته في قلبه}.

فاخشع أخي المسلم لله، تضرع إلى الله، اقبل على أعمال الآخرة واعبد الله كأنك تراه فان لم تكن تراه فإنه يراك، فمن وصل إلى هذا المقام فهو دائم الحضور حضور القلب بالخشية من الله وتعظيمه كأنهم الذين وصلوا إلى هذا المقام يرونه، مع أنهم لا يرون الله يخشونه كأنهم يرونه هذا هو مقام الإحسان أن تعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك، فمن وصل إلى مقام الإحسان تكون العبادة لذة له، هذا سيدنا عثمان رضي الله عنه الخليفة الراشد ختم القرءان في ركعة واحدة من شدة ما كان يجده من اللذة والفرح والسرور.

اخشع أخي المسلم لله وتفكر في قوله تعالى: ﴿مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ﴾ في يوم القيامة تدك الأرض دكا والجبال تصير غبارا ناعما إلا ما كان من جبل أحد فإنه ينقل إلى الجنة ولا يدك والسماوات تتشقق والبحار تشتعل نارًا.

﴿وَلَا يَسْأَلُ حَمِيمٌ حَمِيماً﴾المعارج ءاية/10. لا يسأل قريب قريبه عن شأنه لشغله بشأن نفسه لهول ذلك اليوم وشدته.

يقول الله تعالى: ﴿يَوْمَ يَفِرُّ الْمَرْءُ مِنْ أَخِيهِ وَأُمِّهِ وَأَبِيهِ وَصَاحِبَتِهِ وَبَنِيهِ لِكُلِّ امْرِئٍ مِّنْهُمْ يَوْمَئِذٍ شَأْنٌ يُغْنِيهِ﴾ عبس 34-35-36-37.

اللهم قنا عذابك يوم تبعث عبادك – اللهم قنا عذابك يوم تبعث عبادك.

هذا وأستغفر الله لي ولكم .



الخطبة الثانية

إنّ الحمد لله أحمده وأستعينه وأستهديه وأشكره وأعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيّئات أعمالنا من يهدِ الله فلا مضلّ له ومن يضلل فلا هادي له، والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى ءاله ومن وعلى ءاله وصحبه ومن والاه.

أمّا بعد فيا عباد الله أوصيكم ونفسي بتقوى الله العليّ العظيم القائل في محكم كتابه: ﴿هَلْ مِنْ خَالِقٍ غَيْرُ اللَّهِ﴾ الآية. فاطر/3 .

فلا أحد يُبرز من العدم إلى الوجود إلا الله الخالق القادر على كلّ شىء فلا خالق على هذا المعنى إلا الله، الله خلقنا خلق أجسامنا وأرواحنا وحركاتنا وسكناتنا، خلق فينا الجوع وخلق فينا الشبع، خلق فينا العطش وخلق فينا الارتواء من العطش وخلق فينا المرض وخلق فينا الشفاء من المرض، فلا أحد يخلق أي يبرز من العدم إلى الوجود إلا الله عزّ وجلّ.

لذلك إخوة الإيمان والإسلام يجب أن نحذّر من قول بعض الناس: اخلق لي كذا كما خلقك الله . وهذا كفر صريح لا تأويل له ومخالف للشرع لأنّ الله تبارك وتعالى يقول: ﴿اللّهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ﴾ الآية . الزمر/62.

فبعض الناس عند غضبه من ولده مثلاً إذا أفقد هذا الولد شيئًا الأب يقول له والعياذ بالله: اخلق لي كذا كما خلقك ربّك فهذا خرج عن دين الله وإن كان غاضبًا أو مازحًا، هذا بكلمته هذه الفاسدة جعل هذا الولد على زعمه يخلق كما الله يخلق، لذلك هذا خرج عن دين الله العظيم لأنّه كذّب القرءان كذّب قول الله تعالى : ﴿اللّهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ﴾الآية.

فاحذروا وحذّروا إخوة الإيمان فالعبرة أن يكون الواحد منا من المرضيّين عند الله تعالى.

واعلَموا أنَّ اللهَ أمرَكُمْ بأمْرٍ عظيمٍ أمرَكُمْ بالصلاةِ والسلامِ على نبيِهِ الكريمِ فقالَ: ﴿إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً﴾ اللّـهُمَّ صَلّ على سيّدِنا محمَّدٍ وعلى ءالِ سيّدِنا محمَّدٍ كمَا صلّيتَ على سيّدِنا إبراهيمَ وعلى ءالِ سيّدِنا إبراهيمَ وبارِكْ على سيّدِنا محمَّدٍ وعلى ءالِ سيّدِنا محمَّدٍ كمَا بارَكْتَ على سيّدِنا إبراهيمَ وعلى ءالِ سيّدِنا إبراهيمَ إنّكَ حميدٌ مجيدٌ، يقول الله تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ إِنَّ زَلْزَلَةَ السَّاعَةِ شَيْءٌ عَظِيمٌ يَوْمَ تَرَوْنَهَا تَذْهَلُ كُلُّ مُرْضِعَةٍ عَمَّا أَرْضَعَتْ وَتَضَعُ كُلُّ ذَاتِ حَمْلٍ حَمْلَهَا وَتَرَى النَّاسَ سُكَارَى وَمَا هُم بِسُكَارَى وَلَكِنَّ عَذَابَ اللَّهِ شَدِيدٌ﴾، اللّـهُمَّ إنَّا دعَوْناكَ فاستجبْ لنا دعاءَنا فاغفرِ اللّـهُمَّ لنا ذنوبَنا وإسرافَنا في أمرِنا اللّـهُمَّ اغفِرْ للمؤمنينَ والمؤمناتِ الأحياءِ منهُمْ والأمواتِ ربَّنا ءاتِنا في الدنيا حسَنةً وفي الآخِرَةِ حسنةً وقِنا عذابَ النارِ اللّـهُمَّ اجعلْنا هُداةً مُهتدينَ غيرَ ضالّينَ ولا مُضِلينَ اللّـهُمَّ استرْ عَوراتِنا وءامِنْ روعاتِنا واكفِنا مَا أَهمَّنا وَقِنا شَرَّ ما نتخوَّفُ. عبادَ اللهِ ﴿إِنَّ اللّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ وَإِيتَاء ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاء وَالْمُنكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ﴾، يعظُكُمْ لعلَّكُمْ تذَكَّرون. اذكُروا اللهَ العظيمَ يذكرْكُمْ واشكُروهُ يزِدْكُمْ، واستغفروه يغفِرْ لكُمْ واتّقوهُ يجعلْ لكُمْ مِنْ أمرِكُمْ مخرَجًا، وَأَقِمِ الصلاةَ .

مواضيع ذات صلة

<<< الدرس المقبل

الدرس السابق >>>