مواقع اخرى خدمات الصور الإسلامية فرق منحرفة المكتبة الصوتية
English  Francais  أهل السنة

حكم من يعتقد أنَّ الله ساكن السَّماء

من اعتقد أن الله ساكن السماء جعلَه مثل الملائكة مثلَ غيره من خَلْقه تعالى، ومن شبّه الله تعالى بخلقه كفر أليس قال الإمام أبو جعفر الطحاوي الذي كان في القرن الثالث الهجري، "ومن وصفَ الله بمعنى من معاني البشر فقد كفر" أي من وصف الله بصفة من صفات البشر فقد كفر " الجلوس على العرش وسكنى السّماء هذا من صفات الخَلْق، الملائكة هم سكّان السّموات والعرشُ يحمله أربعةٌ من الملائكة وحولَه عددٌ منهم لا يعلَمُهم إلاّ الله، العرش كالسّرير له قوائم، أرجل تحمِلُه ملائكةٌ عِظَام الخِلْقَةِ الذي يعتقد أنّ الله يسكن هناك فوقَ العَرْش كافر والذي يعتقد أنّ الله ساكن بين سمائين فهو كافر والذي يعتقد أن الله حالٌ في جميع الأماكن فهو كافر، من هو المسلم؟، المسلم هو الذي يعتقد أن الله موجود بلا مكان لأنه ليس شيئاً يَشغَلُ الفراغ، كلُّ شىء يشغَلُ الفراغ لو كان أصغر من حبّة خردل فهو محدود يحتاج إلى من جعلَه على ذلك الحد، والله من شرطه أن يكون مستغنياً عن كل شىء، لا يحتاج إلى شىء موجودٌ بلا ابتداء لا يحتاج إلى مُوْجِدٍ أوجده، أما العالم لم يكن ثم كان، النّور لم يكن في الأزل ولا الظلام لا هذا ولا هذا بعد أن خلق اللهُ الماءَ والعرشَ خلقَ اللهُ النورَ والظلام، الله تعالى ليس حَجْماً صغيراً ولا حجماً كبيراً كالعرش ولا كما بين هذا وهذا، كلُّ شىء له حَجْمٌ مخلوقٌ يحتاج إلى من جعله على هذا الحجم.

لو قُدِّرت مناظرة بين عابد الشّمس وبين الوهّابي الذي يجعل لله حجماً، منهم من يقول هو بقدر العرش لا أصغر منه ولا أكبر، ومنهم من يقول أكبرُ من العرش.

هؤلاء لو حصَلت بينهم وبين عابد الشمس مُناظرة، فإذا قال الوهّابيُّ لهذا الذي يعبُد الشمس لماذا لا تعبد الله وتترك دينَك هذا الذي هو باطل الذي هو عبادة الشمس، يقول له عابد الشمس أنا معبودي شىءٌ محسوس أنا أراه وأنت تراه وكلّ الناس، وعظيم النفع ينفع أجسامنا والنبات والتراب والأشجار والماء والهواء، الشمس تنفع هذا شىء محقَّق قال أنا الذي أعبده شىء محسوس أراه ليس شيئاً متوَهَّماً بل شىء أراه بعيني وأنت تراه وعظيم النفع، فكيف لا يكون حقّا دينى.

وأما أنت تقول معبودي شىء موجود فوق العرش لا أنا رأيته ولا أنت رأيته إنما أنت تتوهم تتصور في بالك أنه يوجد فوق العرش جرم كبير فكيف يكون دينك هذا الذي هو مبني على التّوهم حقاً وديني الذي هو مبني على الحِسّ والمعاينة والمشاهدة باطلاً؟ يقول الوهابي لأنه (ما عنده دليل عقلي) يقول قال الله تعالى: { أفي الله شك} فيقول له عابد الشمس أنا لا أؤمن بكتابك، أعطني دليلاً عقلياً، الوهّابي يخرس كسَره، أما نحن أهلُ السّنة الذين ننزه الله عن الحدّ والعضو والجهة والمكان والحيّز، نقول لعابد الشمس أنت معبودُك هذا له حدّ وشكل يحتاج لمن جعله على هذا الحدّ وهذا الشكل فذلك الذي جعلَه على هذا الحدّ هو الإله وهو موجود لا كشىء من الأشياء ليس محدوداً، لا يحتاج إلى من جعله على حدّ، هو ليس ذا شكل، هذا الموجود الذي لا حد له ولا شكل هو الذي يستحق أن يُعبد . فالسُّني يغلبه بالدليل العقلي من دون أن يقول له قال الله تعالى.


مواضيع ذات صلة

<<< الدرس المقبل

الدرس السابق >>>