الصفحة الرئيسية || فهرس كتاب محمد سعيد رمضان البوطي في ميزان الشريعة || فهرس الكتب

محمد سعيد رمضان البوطي في ميزان الشريعة

                                                                                                                                                                                          
 

البوطي يدعي أن الدين لا ينصح بالزواج من الأقارب


قال البوطي في مجلة طبيبك عدد كانون الثاني 1995 ردًّا عل سؤال :"لا ينصح الدين ولا العلم بالزواج من الأقارب ذلك لأنه قد تكون داخل الأسرة الواحدة عوامل وراثية كامنة تظهر في وقت ما، فانحصار الزواج داخل تلك الأسرة أو القرابة يجعل تلك العوامل محصورة فيها وستظهر على الأغلب في بطن ما من بعد، أما إن تلاقحت الأسر المختلفة من بعضها فإن ذلك يصبح فرصة لتبدد تلك العوامل وتغلب كثير من النقائض عليها، وفي الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم :"اغتربوا ولا تضووا" أي ابحثوا عن الغرباء والغريبات في الزواج كي لا تعرضوا أنفسكم لهُزال أو مرض".

الرد: إن كلام البوطي هنا لا يمتُّ إلى الشرع بصلة لعدة اعتبارات منها:

أولاً: الحديث الذي استشهد به ضعيف جدًّا ولا تنبني عليه أحكام.

ثانيًا: هل أحد من الأئمة المعتبرين قال بمثل هذا القول أم هو اجتهاد من عنده، فإذا كان الكلام نقلاً من أحد الأئمة فليبرزه، وإلا إن كان اجتهادا فلا نسلم له بالاجتهاد أصلاً لأنه ليس أهلاً له.

ثالثًا: يستشهد بحديث ضعيف جدًّا هذا المدعي للاجتهاد ويغيب عن باله أن النبي عليه الصلاة والسلام زوج ابنته فاطمة من ابن عمه عليّ، فهل يستشهد بحديث ضعيف جدًّا أم بفعل النبي صلى الله عليه وسلم الذي تواتر كتواتر الشمس في جبين الصباح، نترك الجواب لمدعي علم الأصول والفصول.

رابعًا: أن زواج علي وفاطمة رضي الله عنهما جاءت ثمرته دوحة ءال بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم تلك الدوحة المباركة التي أورفت بغلالها وظلالها على الدنيا وأنجبت الأئمة والرجال الأبطال العظماء حيث لم يتسن لعائلة أو قبيلة أن تنجب ما أنجبت وهذه العظمة كان من ثمرة زواج حصل بين أقارب.

والمعروف عند الفقهاء كراهة الزواج من ذات قربة قريبة كأن يتزوج الشخص من ابنة عمه مثلاً، أما الإطلاق فهذا قول لم يقل به أحد قط. وأما عبارتك فعامة، وترك التفصيل في مثل هذا المقام يضر ويكون مصادمًا لتزويج النبي صلى الله عليه وسلم فاطمة من علي، فعبارتك تشمل هذا وهي ضارة غير نافعة.