الصفحة الرئيسية || فهرس كتاب محمد سعيد رمضان البوطي في ميزان الشريعة || فهرس الكتب

محمد سعيد رمضان البوطي في ميزان الشريعة

                                                                                                                                                                                          
 

البوطي يدّعي أنه سوف يدخل الجنة يقينا هو وزوجته


يقول في كتاب "من الفكر والقلب" صحيفة 207 ما نصه :"وإنني على يقين أن ما كنتِ تلمحينه من بارقات الأمل إنما هو المستقرّ الأبدي السعيد الذي هيأه الله لنا في أكناف رحمته وتحت ظل غفرانه ولطفه" انتهى، وقال في صحيفة 205 في المصدر نفسه :"وإنني على يقين أننا سنلتقي سأنفذ إليك من الباب الذي سبقتني إليه ولسوف تعود قصة حبنا من جديد" انتهى.

نقول: هذا ادعاء بلا دليل إلا إذا كنت ممن يرى نفسه من العشرة المبشرين بالجنة! فمن أين ضمنت يا "دكتور" الجنةَ لك ولزوجتك ولقد عهد أكابر الصحابة والسلف الصالح والأولياء أنهم شديدو الخوف من الله تعالى ويخشونه حتى أولئك العشرة المبشرون بالجنة، وكأنك لم تقرأ سير هؤلاء الرجال، فالمؤمن الصادق هو دائما بين الخوف والرجاء فلا يكون من القانطين اليائسين، ولا من أهل الكبر وادعاء الأمن من عذاب الله.

ومن أجل أن تتعظ إليك ما رواه البخاري في صحيحه، كتاب فضائل الصحابة في باب مناقب عمر بن الخطاب قال :"لما طُعِن عمر جعل يألم فقال له ابن عباس (وكأنه يجزعه): يا أمير المؤمنين ولئن كان ذاك لقد صحبت رسول الله صلى الله عليه وسلم فأحسنت صحبتَه ثم فارقته وهو عنك راضٍ ثم صحبتَ أبا بكر فأحسنت صحبته ثم فارقته وهو عنك راض ثم صحبت صَحَبَتَهم فأحسنت صحبتهم ولئن فارقتهم لتفارقنهم وهم عنك راضون. قال: أمَّا ما ذكرت من صحبة رسول الله ورضاه فإن ذاك مَنٌّ منَ الله تعالى مَنَّ به عليَّ، وأمَّا ما ذكرت من صحبة أبي بكر ورضاه فإنما ذاك مَنّ مِنَ الله جل ذكره مَنَّ به عليَّ، وأما ما ترى من جزعي فهو من أجلك وأجل أصحابك والله لو أن لي طلاع الأرض ذهبًا افتديت به من عذاب الله عز وجل قبل أن أراه" انتهى، فهل حالك أعلى من حال سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه الولي الملهم ثاني أفضل رجل في أولياء البشر بعد الأنبياء عليهم السلام وأحد العشرة المبشرين بالجنة؟!