الصفحة الرئيسية || فهرس كتاب محمد سعيد رمضان البوطي في ميزان الشريعة || فهرس الكتب

محمد سعيد رمضان البوطي في ميزان الشريعة

                                                                                                                                                                                          
 

البوطي يزعم أن خروج الناس ودخولهم إلى مجالس العزاء وقهوة البن تدور أثناء قراءة القرءان استهانة ملحوظة بكتاب الله


يقول البوطي في مجلة طبيبك عدد 1995 أيلول صحيفة 111 عن مجالس العزاء :"أما شغل هذه المجالس بقراء القرءان والناس داخلون وخارجون والقهوة تدور فأعتقد أن في ذلك استهانة ملحوظة بكتاب الله" انتهى.

الرد: نقول إن التعبير "بالاستهانة بكتاب الله" هو عبارة اصطلاحية عند الفقهاء وعلماء الأصول يستعملونها عادة في باب الردة فيعتبرون أن من قام بعمل فيه "استهانة بكتاب الله" فهذه ردة كرمي المصحف في القاذورات أو الدوس على المصحف عامدًا.

وأما هنا فأين الاستهانة بكتاب الله؟ فهل مجرد خروج الناس ودخولهم إلى العزاء والقرءان يتلى يعتبر استهانة؟ أين وجه الاستهانة؟ وهذا أمر طبيعي في مجالس العزاء لكي يتسنى لمن لم يعزّ أن يدخل وإلا فإن بقي الناس ولم يخرجوا والذين هم في الخارج لم يدخلوا فكيف ينتظم أمر العزاء. وأما مسئلة قهوة البن ففيها تكريم وضيافة للمعزين بل شرب قهوة البن عند كثير من الناس يجلب لهم صفاء ذهن وفكر للاستماع إلى القرءان الكريم. يقول البوطي هذا الكلام وكأن الخمرة تدار، والعياذ بالله ولا ندري ما المانع من الخروج والدخول ودوران القهوة على الناس من غير تشويش. وكل الناس يلاحظون أن القارىء يقرأ والناس داخلون وخارجون وتدار قهوة البن من غير تشويش والاستماع والإنصات قائم.

ثم حتى ولو حصل شىء من التشويش أو الضجيج أو الفوضى فهل يصل بك الحدّ أن تقول في هذا استهانة بكتاب الله، فأين حصلت الاستهانة في ذلك كله؟

فالفقهاء لم يعتبروا القصد في الاستهانة في موضعين فقط واعتبروا مجرد الفعل ردة لأن الفعل يدل على قصد الاستهانة وذلك كنحو إلقاء المصحف في القاذورات وكنحو الدوس على اسم الله عامدًا.

وقال الفقهاء من وضع ريق فمه على أصبعه ثم فتح صحيفة من القرءان هذا إن قصد الاستخفاف كفر وإلا لا يكفر إلا أنه حرام، وأما قول صاحب كتاب الفقه على المذاهب الأربعة بأنه يكفر مطلقًا فهذا مردود.