Sunna.info
 

 
الرئيسية
عمرو خالد
دمشقية
الوهابية
القرضاوي
رجب ديب
                         
 
 
 

                                                                                                                                                 

آخر الأخبار

 

ترقبوا قريبا المزيد إن شاء الله

                         

 

 

الحمدُ لله شافي العلل، وغافرِ الزلَل، والصلاةُ والسلام على سيدنا محمد الذي دلَّ على خير العمل، وعلى ءاله وصحبِه مَنْ بصبرهم وجهادهم ضُرب المثل. أما بعدُ، فقد قال اللهُ تبارك وتعالى في محكم التنزيل :{كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللهِ} (سورة ءال عمران). صدق الله العظيم.

  وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم :"مَن رأى منكم منكرًا فليغيرْه بيده، فإن لم يستطع فبلسانه فإن لم يستطع فبقلبه وذلك أضعف الإيمان". رواه مسلم.

  فإن الشرع الكريم دعانا إلى الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وإلى إبطال الباطل وإحقاق الحقّ، ولقد كثر المفتون اليوم في الدين بفتاوى ما أنزل اللهُ بها من سلطان، وزاد الانحراف وامتد، لذلك كان لا بدّ من كتابة بعض الأسطر لبيان الحق من الباطل والصحيح من الزائف.

  وقد ثبت عن رسول الله صلى اللهُ عليه وسلم أنّه حذّر ممن يغشّ في الطعام، وثبت عنه أيضًا أنّه قال في رجلين كانا يعيشان بين المسلمين :"ما أظنّ فلانًا وفلانًا يعرفان من ديننا شيئًا" رواه البخاريّ.

  وإذا كان الرسول صلى اللهُ عليه وسلم قال للخطيب الذي قال :"من يطع اللهَ ورسولَه فقد رشد ومن يعصهما فقد غوى" :"بئسَ الخطيبُ أنتَ" وذلك لأنّه جمعَ بين الله والرسول بضمير واحد، فقال له :"قل: ومن يعصِ اللهَ ورسولَه" فلم يسكتْ عن هذا الأمرِ الخفيفِ الذي ليس فيه كفر وإشراك بل وليس فيه معصية وإنما هو مكروهٌ فكيف يُسكت عمّن يحرف الدّينَ وينشر ذلكَ بين الناس، فهذا أجدر بالتحذير والتنفير منه، والحديثُ رواه مسلم.

  وليس ذكرنا لبعض المنحرفين في هذا الموقع من الغيبة المحرمة إنما هو من التحذير الواجب، فقد ثبت أن فاطمةَ بنت قيس قالت لرسول الله صلى اللهُ عليه وسلم :"يا رسول الله إنّه خطبني معاوية وأبو جهم" فقال رسول الله صلى اللهُ عليه وسلم :"أمَّا أبو جهم فلا يضع العصا عن عاتقِه وأما معاويةُ فصعلوك لا مال له، انكحي أسامة" رواه مسلم. فإذا كان الرسولُ حذَّرَ فاطمةَ منهما وذكرهما في خلفهما بما يكرهان لهذين السببين أحدهما: كون معاوية شديد الفقر لا يقوم بحاجتها بأمر النفقة، والثاني: أن أبا جهم يكثر ضربَ النساء فكيف أناس ادّعوا العلم وغشوا الناس وجعلوا الكفر إسلامًا!؟ ولهذا حذّر الشافعي رضي الله عنه من حفص الفرد أمام جمعٍ وقال له :"لقد كفرتَ بالله العظيم".

  وقد امتدحَ اللهُ أمّة سيدنا محمد صلى اللهُ عليه وسلم بأنها تأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر كما أسلفنا في الآية المباركة، وكذلك فإنّ الله ذمّ الذين كفروا من بني إسرائيل بقوله : {كَانُواْ لاَ يَتَنَاهَوْنَ عَن مُّنكَرٍ فَعَلُوهُ لَبِئْسَ مَا كَانُواْ يَفْعَلُونَ (79)} (سورة المائدة).

  وما كلامنا عن هؤلاء الأشخاص المذكورين في هذا الموقع إلا من باب البيان الواجب تبيانه للعامة والخاصة، ولا يظن ظانّ أن هذا من باب الغيبة المحرمة فمن المعروف في تاريخنا أن السلف الصالح كانوا لا يسكتون على الباطل بل كانت ألسنتهم وأقلامهم سيوفًا على أهل البدع والأهواء. والله الموفّق.

                         

  Homepage|Map