القرضاوي في ميزان الشريعة

لقد ابتليت الأمة المحمدية على مر العصور بالكثير من الخارجين عن جادة الصواب الذين حرفوا دين الله وفسروا النصوص الشرعية على هواهم فأوقعوا بعض ضعفاء الأفهام في المهالك والضلال زاعمين أنهم لهم المقدرة على الاجتهاد واستنباط الأحكام، مدعين أن تغير زماننا هذا عن زمان الرسول يقتضي اجتهادًا جديدًا مبايِنا لما كان عليه الرسول والسلف الصالح، يوافق عصرنا الحالي الذي هو عصر التطور والحضارة، فلا بد على زعمهم من أن يكون الاجتهاد اليوم بما يوافق التكنلوجيا الحديثة .


ومن هؤلاء رجل أفسد في البلاد وفتن العباد وهو الشيخ يوسف القرضاوي الذي دفعته وقاحته وقلة حيائه من الله إلى الظهور على شاشات التلفزة الفضائية ليفتي بفتاوى ما أنزل الله بها من سلطان، مخالفا بذلك النصوص القرءانية والحديثية مخالفة صريحة لا تخفى على ذي بصيرة، بل وضرب بأقوال العلماء وإجماعهم عُرض الحائط زاعما أنه يجتهد كما اجتهدوا .

ولكن الله تعالى قيض لهذا الدين من يدفع عنه شُبَه المضلين الذين يشوّهون الحقائق علىضعفاء العقول والأفهام .
فعملا بالآية الكريمة: {كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله} [سورة ءال عمران/110] كان لزاما علينا أن نحذر من هذا الرجل الذي افتتن به بعض الناس لاسيما بعد ما دُعي عبر شاشة التلفزيون للمناظرة العلنية أمام الناس فما كان منه إلا أن تهرب زاعما أنه لا ينـزل إلى مستوى من يطالبونه بالمناظرة، وما هو إلا مراوغة وهروب من مواجهة أهل الحق حتى لا ينكسر وينفضح أمام الناس، لأنه يعلم أن الحق يعلو ولا يعلى عليه.




شروط الاجتهاد
وقبل الخوض في مفاسد هذا الرجل والرد عليها لا بد من بيان أمر مهم جدا، وهو أن الاجتهاد (الذي هو استخراج الأحكام التي لم يرد فيها نص صريح) لا يكون إلا لمن له أهلية ذلك بأن يكون حافظا لآيات الأحكام وأحاديث الأحكام مع معرفة أسانيدها ومعرفة رجال الإسناد ومعرفة الناسخ والمنسوخ والخاص والمطلق والمقيد، ومع اتقان اللغة العربية بحيث إنه يحفظ مدلولات ألفاظ النصوص على حسب اللغة التي نزل بها القرءان، ومعرفة ما أجمع عليه المجتهدون وما اختلفوا فيه، لأنه إذا لم يعلم ذلك لا يؤمن عليه أن يخرق إجماع من كان قبله وخرق الإجماع خلاف الدين.

ويشترط فوق ذلك شرط وهو ركن عظيم في الاجتهاد وهو فقه النفس أي قوة الفهم والإدراك. ويشترط في الاجتهاد أيضا العدالة وهي السلامة من الكبائر ومن المداومة على الصغائر بحيث تغلب على حسناته من حيث العدد.

ثم ليعلم أن العلماء اتفقوا أن الاجتهاد يكون في الأحكام وليس في أصول العقيدة فليس فيها اجتهاد بل اتباعُ ما كان عليه الرسول صلى الله عليه وسلم مما تلقاه الصحابة عنه، ثم التابعون الذين لم يَلْقَوا رسولَ الله اتبعوا الصحابة في تلك الأصول وهكذا تسلسل إلى عصرنا. فالصحابة لم يختلفوا في أصول العقيدة كمعرفة الله والأمور الاعتقادية التي تحصل في الآخرة كالإيمان بوجود الجنة ووجود جهنم والحساب والميزان وغير ذلك، وأن الله خالق كل شيء من الأجسام وأعمال العباد الظاهرة والقلبية، هذه الأصول لم يختلف فيها الصحابة ولا جمهور الأمة، وإنما الاختلافُ يكون في الفروع.



وهاكم جملة من ضلالات هذا المدعي التي خالف فيها القرءان والسنة وإجماع الأمة وما هي إلا جزءٌ يسير من جملة مخالفاته التي امتلأت بها بطون كتبه الفاسدة .



تحريمه كل طاعة أحدثت بعد رسول الله
في كتابه المسمى الحلال والحرام في الإسلام ص 42 يقول القرضاوي: إن كلَّ طاعة أحدثت بعد رسول الله هي بدعة ضلالة تُرَدُّ على صاحبها.

الرد :

هذا الكلام مخالف للقرءان الكريم ولحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم ولما كانت عليه الأمة جميعا .

فالله تعالى يقول في كتابه العزيز: {وجعلنا في قلوب الذين اتبعوه رأفةً ورحمةً ورهبانيةً ابتدعوها ما كتبناها عليهم إلا ابتغاء رضوان الله} [سورة الحديد/ 27].

فهذه الأية معناها مدح الذين كانوا من أمة عيسى المسلمين المؤمنين المتبعين له عليه السلام بالإيمان والتوحيد، فالله تعالى مدحهم لأنهم كانوا أهل رأفة ورحمة ولأنهم ابتدعوا الرهبانية التي هي الانقطاع عن الشهوات، فمعنى قوله تعالى: {ماكتبناها عليهم} أي نحن ما فرضناها عليهم إنما هم أرادوا التقرب إلى الله، فالله تعالى مدحهم على ما ابتدعوا مما لم ينص لهم عليه في الإنجيل ولا قال لهم المسيح بنص منه. فهذه الآية يستدل بها على البدعة الحسنة. ويقول النبي صلى الله عليه وسلم: "من سنَّ في الإسلام سنةً حسنةً فله أجرها وأجر من عمل بها بعده من غير أن ينقص من أجورهم شىء ومن سن في الإسلام سنة سيئة كان عليه وزرها ووزر من عمل بها من بعده من غير أن ينقص من أوزارهم شىء ". رواه مسلم .

فيتبين لنا أنه ليس كل بدعة هي ضلالة ترد على صاحبها بل إن كانت البدعة موافقة للشريعة فهي حسنة وإن كانت مخالفة للشريعة فهي ضلالة . وعلى هذا كان علماءُ الإسلام ومن شاء فليراجع كتبهم .

اتهم من زار قبور الصالحين بالشرك
لقد حرم القرضاوي زيارة قبور الصالحين والتبرك بآثارهم وذلك في كتابه المسمى العبادة في الإسلام ص142 حيث قال ما نصه: والتبرك بآثار الصالحين و بقبورهم بعد مماتهم هما أوسع أبواب الشرك بالله.

الرد:

هذا تكفير لمئات الملايين من المسلمين الذين يزورون القبور ويتبركون بقبر رسول الله صلى الله عليه وسلم على مر العصور، وتكفير للصحابي الجليل بلال الحبشي مؤذن رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي قصد قبر النبي لزيارته وجعل يبكي عنده ويمرغُ وجهه عليه، روى ذلك السمهودي في وفاء الوفا وإسناده جيد، وكذلك فإن كلام القرضاوي فيه تكفير لسيدنا أبي أيوب الأنصاري الذي ذكر عنه زيارته قبر النبي صلى الله عليه وسلم ووضعه وجهه على القبر. والحديث رواه أحمد والطبراني وصححه الحاكم. كما أن هذا الكلام فيه تكفير للأئمة الأعلام؛ فهذا الإمام الشافعي رضي الله عنه يقول: إني لأتبرك بأبي حنيفة وأجيء إلى قبره في كل يوم (يعني زائراً) فإذا عرضت لي حاجة صليت ركعتين وجئت إلى قبره وسألت الله تعالى الحاجة عنده، فما تبعد عني حتى تقضى. بل إن كلام القرضاوي هذا فيه تكفير لسيدنا عيسى علي السلام الذي ذُكر في الحديث: "لينـزلنَّ عيسى ابن مريم حكما عدلاً وليسلكن فجاً حاجاً أو معتمراً وليأتينَّ قبري حتى يسلم عليّ". وقد قال عليه الصلاة والسلام: "زوروا القبور فإنها تذكركم الموت" رواه البيهقي في السنن . وعلى هذا أجمع العلماء من السلف إلى عصرنا هذا ولم يخالف في ذلك إلا ابن تيمية ومن تبعه في معتقده الفاسد، ثم تلقف الوهابية هذه الضلالة فراحوا ينشرونها فلذلك كفروا المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها، وها هو القرضاوي تظهر حقيقته وينكشف اتباعه لهذه الفرقة الشاذة .



تشبيهه لله بخلقه
يقول القرضاوي عن الله إنه جوهر وذلك في كتابه المسمى العبادة في الإسلام ص 68.

الرد:

هذا مخالف لصريح القرءان الكريم ولما أجمعت عليه الأمة المحمدية قاطبة ولا يسوغ فيه الاجتهاد إذ لا اجتهاد مع وجود النص، ثم إنه لا اجتهاد فيما هو من أصول العقيدة. فالله تعالى يقول في محكم التنـزيل: {ليس كمثله شيء} ويقول تعالى: {فلا تضربوا لله الأمثال} فالله تعالى ليس جوهراً (أي جسما) لأن من وصفه بذلك فقد شبهه بالمخلوقين وكذب القرءان الكريم. وقد قال الإمام أبو الحسن الأشعري في كتابه النوادر: "من زعم أن الله جسم فهو غير عارف بربه وإنه كافرٌ به". وقال ذو النون المصري: "مهما تصورت ببالك فالله بخلاف ذلك". وقال الإمام عبد الغني النابلسي:

"معرفة الله عليك تفترض بأنه لا جوهر ولا عَرَض



وقال الإمام الطحاوي السلفي في عقيدته التي ذكر أنها عقيدة أهل السنة والجماعة قاطبة: "ومن وصف الله بمعنى من معاني البشر فقد كفر". والطحاوي كان من علماء السلف. ثم كلام القرضاوي مخالف للعقل السليم إذ العقل يحتم تنـزه الله عن مشابهة المخلوقين لأن العقل يقول لو كان الله مشابها لخلقه لجاز عليه ما يجوز على الخلق من التغير والتطور والحدوث والفناء لأن المتشابهات يجوز عليها ما يجوز على بعضها وهذا مستحيل في حق الله تعالى.


تحريمه تعليق ءايات القرءان للبركة
من فتاوى القرضاوي الفاسدة أنه حرَّم تعليق الحروز سواء كانت من القرءان وذلك في كتابه المسمى موقف الإسلام ص 148 وكذلك في كتابه المسمى الحلال والحرام في الإسلام ص223 حيث قال عن الحرز ما نصه: فهو جهل وضلال يصادم سنن الله وينافي توحده.

الرد :

لقد ذم هذا الرجل القرءان الكريم الذي جعله الله بركة وشفاء للناس كما قال تعالى: {وننـزل من القرءان ما هو شفاء ورحمة للمؤمنين} [سورة الإسراء/ 82] وقد ورد أن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم كانوا يكتبون ما يعلمهم الرسول فيعلقونه لأولادهم الصغار الذين لا يستطيعون القراءة لصغرهم كما روى ذلك الترمذي وحسنه من حديث عبد الله بن عمرو. فكيف حرم القرضاوي ذلك مع العلم أن أي مسلم لما يحمل القرءان لا يوجد عالم أو شيخ أو أي إنسان ذو فهم يقول له حرام، فما الضرر من تعليق بعض الآيات من هذا القرءان العظيم.



ذمه للفقر واعتباره من أخطر الآفات على العقيدة الدينية
يقول القرضاوي : وليس في مدح الفقر ءايةٌ واحدةٌ من كتاب الله ولا حديث واحدٌ يصح عن رسول الله. ويقول أيضا: لاشك أن الفقر من أخطر الآفات على العقيدة الدينية وبخاصة الفقر المدقع الذي يجانبه ثراء فاحش وبالذات إذا كان الفقير هو الساعي الكادح والمترف هو المبطل القاعد، الفقر حينئذ مدعاة للشك في حكمة التنظيم الإلهي للكون وللارتياب في عدالة التوزيع الإلهي للرزق. هذا نص ما ورد عنه في مقالة نشرت في جريدة اللواء 3 تموز 1996.

الرد:

لا شك أن هذا الكلام ينم عن إنسان ليس عنده شفقة على دين المسلمين ولا يراعي حسن اختيار الكلمات الموافقة للشرع، بل إن كلامه هذا يدل على تهوره وجرأته على مجاوزة الحد الشرعي، كما أنه نفى وجود نص فيه مدح للفقر وهذا يدل على جهله فقد روى الترمذي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "يدخل الفقراء الجنة قبل الأغنياء بخمسمائة عام" وقال الترمذي حديث صحيح. وقال الرسول إيضا: "اطلعت في الجنة فرأيت أكثر أهلها الفقراء". رواه البخاري.


تساهله في مسائل الكفر
في كتابه المسمى ظاهرة الغلو في التكفير في الصحيفه 95 يقول القرضاوي: فلا بد من شرح الصدر بالكفر والطمأنينة به وسكون النفس إليه فلا اعتبار بما يقع من طوارق عقائد الشرك لا سيما مع الجهل بمخالفتها لطريقة الإسلام ولا اعتبار بصدور فعل كفري لم يُرد به فاعله الخروج عن الإسلام إلى ملة الكفر، ولا اعتبار بلفظ تلفظ به المسلم يدل على الكفر ولا يعتقد معناه .

الرد :

لقد فتح القرضاوي بهذا الكلام بابا واسعا للكفر وألغى النصوص الشرعية التي تدل على خلاف كلامه .

فشرط انشراح الصدر الذي ذكره للحكم على الشخص بالكفر إنما هو في حق المكره الذي أكره على الكفر بالقتل ونحوه؛ فقد قال الله تعالى: {من كفر بالله من بعد إيمانه إلا من أكره وقلبه مطمئن بالإيمان ولكن من شرح بالكفر صدرا فعليهم غضب من الله ولهم عذاب عظيم} [سورة النحل/ 106].

فالله تعالى جعل للمكره حكما خاصا لا يتجاوزه لغيره أما غيرُ المكره فإنه لا يشترط للحكم عليه بالكفر انشراح صدره؛ وقد جعل القرضاوي الجاهل بالكفر معذورا وقد قال رسول لله صلى الله عليه وسلم فيما رواه الترمذي وحسنه: "إن العبد ليتكلم بالكلمة لا يرى بها بأسا يهوى بها في النار سبعين خريفا" فهذا الحديث معناه أن الإنسان قد يتكلم بكلمة لا يرى أن فيها ذنبا، لا يراها ضارة له يستوجب بها النـزول إلى قعر جهنم، وقعر جهنم مسافة سبعين عاما وذلك محل الكفار لا يصله عصاة المسلمين، فالكلمة التي توصله إلى مكان لا يصله إلا الكفار لاشك أنها كلمة الكفر ومع ذلك فقد قال عليه الصلاة والسلام: "لا يرى بها بأسا" وذلك بسبب جهله. وقد قال تعالى: {ولئن سألتَهم ليقولن إنما كنا نخوض ونلعب قل أبالله وءاياته ورسوله كنتم تستهزءون لا تعتذروا قد كفرتم بعد إيمانكم} [سورة التوبة/ 65 –66].



دعوته لترك التفقه في الدين
لقد ذم القرضاوي تعلم الأمور الفقهية وتعليمها للناس، ويعتبر المصطلحات الفقهيه تطويلاً وتفريغاً حيث يقول في كتابه المسمى العبادة في الإسلام ص33 ما نصه: وأن تدع جانباً هذا التطويل والتفريغ والتعقيد الذي انتفخت به بطون كتبنا الفقهية ما بين أركان وشروط وفروض وواجبات وسنن ومستحبات ومبطلات ومكروهات. ثم قال: قد يجوز للعالم المتخصص أن يدرس العبارات على هذا النحو، على أن يكون ذلك لنفسه، أما أن يعلم ذلك لسائر الناس فهذا خطأ مبين.

الرد:

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "يا أيها الناس تعلموا فإنما العلم بالتعلم والفقه بالتفقه فمن يرد الله به خيرا يفقه في الدين" رواه الطبراني. فرسول الله صلى الله عليه وسلم دعا إلى التفقه، فهل يترك ما أمر به رسول الله ويعمل بكلام القرضاوي المخالف للدين؟ والله تعالى يقول: {وما ءاتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا} [سورة الحشر/ 7] وروى البيهقي عن سيدنا عمر رضي الله عنه أنه قال: "لا يقعد في سوقنا من لم يتفقه". وقال بعض العلماء: لا خير في عبادة لا فقه فيها. وإننا نرى القرضاوي في هذه المسألة قد مشى على خطى زعيم التطرف سيد قطب الذي دعى إلى ترك علم الدين والفقه.




 

سمى الله بما لم يُسم به نفسه
لقد نسب القرضاوي إلى الله تعالى أسماء ما سمى الله بها نفسه ولا تليق بالله تعالى.

فنراه يقول في كتابه المسمى وجود الله ص 34: يقف العقل عند محرك أزلي، ويقول وذلك المحرك هو الله.

وفي كتابه المسمى "العبادة في الإسلام" ص 33 يقول: ومن كان يحب الجمال فالله مصدره.

وفي نفس الكتاب ص 22 - 29 يقول عن الله "قوة".

الرد :

يقول الله تعالى: {ولله الأسماء الحسنى فادعوه بها وذروا الذين يلحدون في أسمائه} [سورة الأعراف/ 180] .

وقال النسفي: "أسماء الله توقيفية". أي لا يجوز أن نسمي الله بما لم يُسم به نفسه فلا يجوز تسميته جسما أو جوهراً لأنه لم يرد ذلك في الكتاب والسنة وقال الإمام البلقيني: "ما أطلق الله على نفسه أطلقناه عليه وما لا فلا". فنحن نلتزم بما سمى الله به نفسه عملاً بالآية الكريمة .





القرضاوي يحرم ترك الزواج بدعوى التفرغ للعبادة
يقول القرضاوي في كتابه المسمى الحلال والحرام في الإسلام ص164 ما نصه: إن الزواج فريضة على المسلم لا يحل له تركه ما دام قادر عليه. وفي كتابه المسمى العبادة في الإسلام ص182 يقول ما نصه: ان إهمال الدنيا وإهدار شأنها في حساب طلب الآخرة إنما هو أمر مذموم خارج عن سنة الفطرة وصراط الدين معاً .

الرد :

هذا فيه مخالفة صريحة للقرءان الكريم لأن الله تعالى يقول: {ورهبانة ابتدعوها ما كتبناها عليهم إلا ابتغاء رضوان الله} ففي الآية مدح لأتباع سيدنا عيسى المؤمنين الذين ابتدعوا الرهبانية التي هي الانقطاع عن الشهوات حتى إنهم انقطعوا عن الزواج رغبة في تجردهم للعبادة. فالله تعالى مدحهم على ما ابتدعوا مما لم ينص عليهم في الإنجيل ولا قال لهم المسيح بنص منه، فهم أرادوا المبالغة في طاعة الله والتجرد بترك الانشغال بالزواج ونفقة الزوجة والأهل فكانوا يبنون الصوامع، أي بيوتًا خفيفة من طين أو من غير ذلك على المواضع المنعزلة عن البلد ليتجردوا للعبادة.

فهل بعد هذا النص يدعي القرضاوي أنه اجتهد في ذلك مع أنه يعترف أنه لا اجتهاد مع وجود النص .

ثم كيف يعتبر القرضاوي إهدار شأن الدنيا في حساب طلب الآخرة أمر مذموم خارج عن صراط الدين والنبي عليه الصلاة والسلام ورد عنه أنه جلس على الحصير حتى أثر الحصير في جنبه، فلما كلمه بعض الصحابة في ذلك قال: "مالي وللدنيا وما للدنيا ومالي إنما أنا كراكب استظل تحت شجرة ثم راح وتركها".

وقد ورد فيما رواه ابن ماجه وغيره بأسانيد حسنة عن أبي العباس سهل بن سعد رضي الله عنه قال: "جاء رجلٌ إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله دلني على عملٍ إذا عملته أحبني الله وأحبني الناس، فقال: "ازهد في الدنيا يحبك الله وازهد فيما عند الناس يحبك الناس".

 


مدحه زعماء التطرف والإرهاب
نرى في أغلب كتب القرضاوي مدحه لزعماء التطرف والإرهاب أمثال سيد قطب وأبي الأعلى المودودي وابن عبد الوهاب ورشيد رضا .

الرد :

هذا إن دلَّ على شيء إنما يدل على دعمه للمتطرفين الذين يشوهون صورة الإسلام لأن سيد قطب وأمثاله هم رموز التطرف والإرهاب في هذا العصر وتعتبر فتاويهم العمدة عندهم، هذا بالإضافة إلى أن سيد قطب يكفر المسلمين جملة وذلك في عدة مواضع من كتابه المسمى في ظلال القرءان.

وهذا يشهد بفكر القرضاوي المتطرف مع كونه يدعي أنه داعية للوسطية والاعتدال بين الجماعات وميله إلى هؤلاء واضح وصريح تكاد كتبه تنطق بذلك .



يعتبر تطرف الإرهابيين غيرةً على الدين
لقد دافع القرضاوي عن المتطرفين الذين يقتلون المسلمين ويستبحون أموالهم معتبراً هذا الأمر غيرة على الدين وذلك في كتابه المسمى ظاهرة الغلو في التكفير ص11 حيث قال ما نصه: إن هذا الغلو الذي انتهى بهؤلاء الشباب المخلصين الغيورين على دينهم إلى تكفير من خالفهم من المسلمين واستباحة دمهم و أموالهم.

الرد :

يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: "كل المسلم على المسلم حرام دمه وماله وعرضه" رواه مسلم.

وهؤلاء قد أحلوا دماء المسلمين وأموالهم وأعراضهم وعاثوا في الأرض فساداً وقتلوا المسلمين بأبشع الطرق التي تدل على تعمقهم في الإجرام والوحشية وشوهوا صورة الإسلام والمسلمين في أذهان الناس، فكيف يكون إجرامهم هذا وإرهابهم وتطرفهم غيرةً على دين الله تعالى، وكيف يسميهم القرضاوي مخلصين؟