مواقع اخرى خدمات الصور الإسلامية فرق منحرفة المكتبة الصوتية
English  Francais  أهل السنة

التحذير من الوقوع في الردة

التحذير من الوقوع في الردة




إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستهديه ونشكره ونستغفره ونتوب إليه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهد الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له.





وأشهد أنْ لا إله إلا الله وحده لا شريك له ولا مثيل له ولا ضد ولا ند له، ولا أعضاء ولا جوارح له، ولا جسد ولا جسم ولا جثة له، جل ربي هو خالق الأجسام الكثيفة كالبشر والشجر والحجر، وهو خالق الأجسام اللطيفة كالنور والهواء والظلام، فهو سبحانه وتعالى ليس جسما كثيفا وليس جسما لطيفا ولا يوصف بصفات الجسم، قال تعالى {ولم يكن له كفوا أحد} (سورة الإخلاص/4).



وأشهد أن سيدنا وحبيبنا وعظيمنا وقائدنا وقرة أعيننا محمدا عبده ورسوله وصفيه وحبيبه، بلغ الرسالة وأدى الأمانة ونصح الأمة، فجزاه الله عنا خير ما جزى نبيا من أنبيائه.



اللهم صل على سيدنا محمد صلاة تقضي بها حاجاتنا وتفرج بها كرباتنا وتكفينا بها شر أعدائنا وسلم عليه وعلى ءاله سلاما كثيرا.





أما بعد عباد الله، فإني أوصيكم ونفسي بتقوى الله العلي القدير القائل في محكم كتابه: {يا أيها الذين ءامنوا اتقوا الله ولتنظر نفس ما قدمت لغد واتقوا الله إن الله خبير بما تعملون} (سورة الحشرءاية 18).



ويقول ربنا تبارك وتعالى: {يوم نحشر المتقين إلى الرحمن وفدا ونسوق المجرمين إلى جهنم وردا} (سورة مريم ءاية 85-86).





إن الله سبحانه وتعالى يحب عباده المؤمنين المتقين الذين التزموا طاعته واستقاموا وأخلصوا له النية، ويخصهم يوم القيامة بأنواع من النعيم، وقد أخبرنا سبحانه وتعالى أنه يحشرهم يوم القيامة مكرمين ليس عليهم نكد ولا فزع ولا خوف، ليس عليهم خوف إلا خوف الإجلال لله تعالى.



قال تعالى: {يوم نحشر المتقين إلى الرحمن وفدا}.



المتقون يحشرون وفودا أي أنهم وفود الرحمن، والله تعالى شكور عليم يعطي الثواب الكثير على العمل القليل، فإذا كان الوفد الذي يفد إلى الناس الكرماء يلقى إكراما من الذي يفد إليه فكيف الذي هو وفد الرحمن أكرم الأكرمين؟ ويقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أكيس الناس أكثرهم استعدادا للموت".



أعقل الناس من كان يستعد لما ينفعه بعد الموت لأن الدنيا دار مرور والآخرة هي دار القرار الذي لا نهاية له، فالناس فيها على ثلاثة أصناف: صنف مؤمن تقي، وصنف عاص، وصنف كافر.



فحاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا، وزنوا أعمالكم قبل أن توزن عليكم فإنه أهون عليكم في الحساب غدا أن تحاسبوا أنفسكم اليوم.



واليوم ومن باب النصيحة والرأفة أحببنا أن نذاكر معكم أمرا مهما هذا الأمر أشار اليه العلماء في كثير من كتبهم وهو التحذير من الوقوع في الردة والعياذ بالله، فالردة هي قطع الإسلام والعياذ بالله إما بقول أو بفعل أو باعتقاد، فمن باب الخوف عليكم والحرص على دينكم أذكر لكم هذا الأمر، ولأن من وقع في نوع من أنواع الردة ومات عليه يخلد الخلود الأبدي في النار بدليل قوله تعالى: {إن الله لعن الكافرين وأعد لهم سعيرا خالدين فيها أبدا لا يجدون وليا ولا نصيرا} (سورة الأحزاب 64-65).



فنحن لا نقوى على جمرة من جمرات الدنيا فكيف بنار جهنم؟ كيف بالنار التي شكت إلى ربها فقالت: "يا رب أكل بعضي بعضا فأذن لها بنفسين فأشد ما يكون من الحر في الصيف فمن نفس جهنم وأشد ما يكون من البرد في الشتاء من نفس زمهرير جهنم".





نعم جهنم فيها عذاب بالبرد القارس أيضا كيف بالنار التي أوقد عليها ألف عام حتى احمرت وألف عام حتى ابيضت وألف عام حتى اسودت فهي سوداء مظلمة؟ كيف بنار الله تعالى وصف شدتها في القرءان العظيم بقوله:{تكاد تميز من الغيظ} الآية. (سورة الملك ءاية 8).

فالردة أيها الإخوة هي الرجوع عن الحق، عن الإسلام إلى الباطل، إلى الكفر والعياذ بالله إما بقول كمسبة الله أو النبي أو أي نبي من الأنبياء كسيدنا عيسى وموسى، أو الاستخفاف بالشريعة أو القرءان أو الصلاة أو الصيام، أو كالاعتراض على الله أو الاستهزاء بالملائكة الكرام أو شتمهم كمن يشتم ملك الموت سيدنا عزرائيل عليه السلام، وهذا النوع أي الكفر اللفظي هو أكثر أنواع الكفر إنتشارا، فقد قال عليه الصلاة والسلام: "أكثر خطايا ابن ءادم من لسانه".





أما الكفر الفعلي فكرمي المصحف في القاذورات أو الدوس عليه أو على الكتب الشرعية.





وأما الكفر الاعتقادي فكاعتقاد أن الله جسم أو ضوء أو روح أو جالس على العرش، هذا ما عرف ربه أي عبد شيئا توهمه والعياذ بالله، فالله لا يشبه شيئا ولا يشبهه شىء، ليس كمثله شىء وهو السميع البصير، ومن صدر منه شىء مكفر يعود إلى الإسلام بالنطق بالشهادتين: "أشهد أنْ لا إله إلا الله وأشهد أن محمدا رسول الله".



أما إذا قال استغفر الله هذا لا يرجعه إلى الإسلام، يتشهد أولا ثم يستغفر الله ما شاء.



وربنا تبارك وتعالى يقول في القرءان الكريم: {ومن يرتدد منكم عن دينه فيمت وهو كافر فأولئك حبطت أعمالهم في الدنيا والآخرة وأولئك أصحاب النار هم فيها خالدون} الآية.

(سورة البقرة ءاية/217).



اللهم احفظ علينا ديننا الذي جعلته عصمة أمرنا إنك على كل شىء قدير.

هذا وأستغفر الله لي ولكم


مواضيع ذات صلة

<<< الدرس المقبل

الدرس السابق >>>