مواقع اخرى خدمات الصور الإسلامية فرق منحرفة المكتبة الصوتية
English  Francais  أهل السنة

التَّبَرُّكُ بِالنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم وآثارِهِ (2)

هَدْيُ مُحَمَّدٍ صلى الله عليه وسلم (37)

بسم الله الرحمن الرحيم



التَّبَرُّكُ بِالنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم وآثارِهِ (2)



رَوَى الْبُخَاريُّ عَنْ مَحْمُودِ بنِ الرَّبيعِ قَالَ وَهُوَ الَّذي مَجَّ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم في فَمِهِ وهُوَ غُلامٌ وَقالَ عُرْوَةُ بنُ الْمِسْوَرِ وَغَيْرُهُ يُصَدِّقُ كُلُّ وَاحِدٍ صَاحِبَهُ وَإِذَا تَوَضَّأَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم كَادُوا يَقْتَتِلُونَ عَلى وَضُوئِهِ.



وَأَخْرَجَ مُسْلِمٌ في صَحيحهِ عَنْ أَنَسِ بنِ مَالِكٍ رضي الله عنه قالَ كانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم إِذَا صَلَّى الْغَدَاةَ جَاءَ خَدَمُ الْمَدينَةِ بِآنِيَتِهِم فيهَا الْمَاءُ فَمَا يُؤتى بِإنَاءٍ إِلا غَمَسَ يَدَهُ فيهِ. قَالَ الْحَافِظُ النَّوَوِيُّ في شَرْحِ مُسْلِمٍ: وَفيهِ التَّبَرُّكُ بِآثَارِ الصَّالِحينَ وَبَيَانُ مَا كَانَ الصَّحَابَةُ عَلَيْهِ مِنَ التَّبَرُّكِ بآثَارِهِ صلى الله عليه وسلم وَتَبَرُّكِهِمْ بِإدْخَالِ يَدِهِ الْكَريمَةِ في ءانِيَةٍ وَتَبَرُّكِهِم بِشَعَرِهِ الْكَريمِ وَإِكْرَامِهِم إيَّاهُ أَنْ يَقَعَ شَىْءٌ مِنْهُ إِلا أَنْ يَقَعَ في يَدِ رَجُلٍ سَبَقَ إِلَيْهِ اهـ.



وَأَخْرَجَ البُخَارِيُّ في صَحيحِهِ أَنَّ عِتْبَانَ بنَ مَالِكٍ لَمَّا زَارَهُ الرَّسُولُ صلى الله عليه وسلم في بَيْتِهِ قالَ لَهُ الرَّسُولُ "أَيْنَ تُحِبُّ أَنْ أُصَلِّيَ" فَحَيْثُ صَلَّى رَسُولُ اللهِ صلى الله عليهِ وسلَّمَ اتَّخَذَهُ عِتْبَانُ مُصَلَّى. قَالَ الْحَافِظُ ابنُ حَجَرٍ في شَرْحِ الْبُخارِيِّ: وَفيهِ التَّبَرُّكُ بِالْمَوَاضِعِ الَّتي صَلَّى فيهَا الرَّسُولُ صلى الله عليه وسلم أَوْ وَطِئَهَا وَيُسْتَفَادُ مِنْهُ أَنَّ مَنْ دُعِيَ مِنَ الصَّالِحينَ لِيُتَبَرَّكَ بِهِ أَنَّهُ يُجيبُ إِذَا أَمِنَ الْفِتْنَةَ.



وَرَوَى النَّسَائِيُّ عَنْ أَنَسِ بنِ مَالِكٍ أَنَّ أُمَّ سُلَيْمٍ سَأَلَتْ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلَّمَ أَنْ يَأتِيَهَا فَيُصَلِّيَ في بَيْتِهَا فَتَتَّخِذَهُ مُصَلَّى فَأَتَاهَا فَعَمَدَتْ إِلى حَصِيرٍ فَنَضَحَتْهُ بِمَاءٍ فَصَلَّى عَلَيْهِ وَصَلَّوْا مَعَهُ.



وَرَوى مُسْلِمٌ في صَحيحِهِ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رضي الله عنهُ قالَ دَخَلَ عَلَيْنَا النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ - مِنَ الْقَيْلولَةِ أَيْ نَامَ - عِنْدَنَا فَعَرِقَ فَجَاءتْ أُمِّي بِقَارُورَةٍ فَجَعَلَتْ تَسْلُتُ الْعَرَقَ فيها فاسْتَيْقَظَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ "يا أُمَّ سُلَيْمٍ مَا هَذَا الَّذي تَفْعلينَ" فقالَتْ هَذَا عَرَقُكَ نَجْعَلُهُ في طِيبِنَا وَهُوَ مِنْ أَطْيَبِ الطِّيب اهـ. قالَ الفيُّومِيُّ في الْمِصْبَاحِ وَسَلَتَت الْمَرْأَةُ خِضَابَهَا مِنْ يَدِهَا سَلْتًا مِنْ بَابِ قَتَلَ نَحَّتْهُ وَأَزَالَتْهُ .



وَرَوَى التِّرمِذِيُّ عَنْ كَبْشَةَ بِنْتِ ثابِتٍ أُخْتِ حَسَّانَ رَضي الله عنهما قالتْ: دَخَلَ عَلَيَّ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَشَرِبَ مِنْ في قِرْبَةٍ مُعَلَّقَةٍ قَائِمًا فَقُمْتُ إِلى فِيهَا فَقَطَعْتُهَا. قَالَ الْحَافِظُ النَّوَوِيُّ: وَإِنَّمَا قَطَعَتْهَا لِتَحْفَظَ مَوْضِعَ فَمِ رَسُولِ اللهِ وَتَتَبَرَّكَ بِهِ وَتَصُونَهُ عَنِ الابْتِذَالِ اهـ. والابْتِذَالُ هُوَ الامْتِهَانُ.



وَرَوَى البُخارِيُّ عَنْ أَبي برْدَةَ قَالَ قَدِمْتُ الْمَدينَةَ فَلَقينِي عَبْدُ اللهِ بنُ سَلامٍ فَقالَ لي انْطَلِقْ إلى الْمَنْزِلِ فَأََسْقِيكَ في قَدَحٍ شَرِبَ فيهِ رَسُولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ وَتُصَلِّي في مَسْجِدٍ صَلَّى فيهِ النَّبِيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ قَالَ فَانْطَلَقْتُ مَعَهُ فَسَقَاني وَأطْعَمَنِي تَمْرًا وَصَلَّيْتُ في مَسْجِدِهِ.

فانظر ياطالب الحقّ والهدى كيف كان الصّحابة يتبرّكون بالنّبي وءاثاره واقتدِ بهم وانبِذ كلّ ما يخالف ذلك.






مواضيع ذات صلة

<<< الدرس المقبل

الدرس السابق >>>