مواقع اخرى خدمات الصور الإسلامية فرق منحرفة المكتبة الصوتية
English  Francais  أهل السنة

عقيدة الجمهور



العرشُ الكريم له كَميَّة "أعظَمُ كَميَّة في المخلوقات" يَحتَاجُ إلى مَنْ أَوْجَدَهُ على ذلِكَ الحَدِّ الذي هو علَيهِ ولا يَصِحُّ في العَقْلِ أنْ يكون هو خَلَقَ نفسَهُ، وكذَلك ما بَينَ الذَّرة والعَرش يحتاج إلى مَنْ أوجَدَهُ على الكَميَّةِ التي هو عليها؛ فمُوجِدُ هذهِ العَوالِم يجبُ عَقْلاً أنْ يكون ليسَ شيئًا لهُ كَمِيَّة، لأنهُ لو كانَ له كَميَّة لاحْتاجَ إلى مَنْ جَعلَهُ على هذهِ الكَميَّة وهذا لا يَرْتابُ فيه ذو عَقْلٍ صحيح.



أمّا هؤلاءِ المُجسّمة الوَهَّابِيَّة وأشباهُهُم الذينَ يعتَقدون أنَّ اللهَ جِرْمٌ له كَميَّة بِقَدْرِ العرش وأصغر وبِقَدْرِ العَرشِ لا أصغَر ولا أكبر هؤلاءِ ما عَرَفوا اللهَ تعالى، اللهُ تبارَكَ وتعالى لو كانَ له كَميَّة لاحْتاجَ إلى مَنْ جعلَهُ وأَوْجَدَهُ على تِلكَ الكَميَّة كما أنَّ العَرشَ مُحتَاجٌ لِمَنْ جعلَهُ على الكَميَّةِ والحَدِّ الذي هو علَيهِ، فوَجَبَ عقلاً أنَّ خالِقَ العالَم خَالِقَ العرش وما دونَهُ لِكُلِّ شَىءٍ له كَميَّة حادِثًا مَخلوقًا مُحتَاجًا إلى مَنْ أوجَدَهُ على تِلكَ الكَميَّة، وهذا شَىءٌ يُفهَم مِنْ قولِ اللهِ تعالى: ﴿لَيسَ كَمِثْلِهِ شَىء﴾ لأنه لو كانَ له حَدٌّ وكَميَّة لكان له أمثَالٌ لا تُحْصَى لكَانَ الإنسانُ مِثْلاً له والشَّمسُ لكانَت مِثْلاً له والعَرشُ لكانَ مِثْلاً له، فَلِذَلكَ عَمَلاً بهذِهِ الآيةِ الشَّريفة ووقوفًا عندَ الدَّليلِ العقليّ وَجَبَ تنزيهُ الله عن الحَدِّ والكَميَّة وهذا شَىءٌ ثَبَتَ في عِباراتِ السَّلفِ الصَّالِح،



سيّدُنا عليٌّ رضيَ الله عنه قالَ: ((مَنْ زَعَمَ أنَّ إلـٰهَنا مَحدود فقَد جَهِلَ الخالِقَ المَعبود)) معنى المحدود الشَّىءُ الذي له كَميَّة ليسَ معناهُ الشَّىءُ الذي حجمُهُ صغير، بعضُ الناس يفهمونَ إذا قيلَ هذا الشَّىءُ محدود أنَّ له مِساحة معروفة "حَدٌّ معروف" وليسَ هذا معنى المَحدود عندَ حَمَلَةِ الشَّرع عُلمَاءِ أهلِ السُّنة إنما المَحدود عندَهُم أيُّ شىء له كَميَّة، الذَّرة تُسمَّى مَحدودًا والعرشُ الكريم يُسمَّى مَحدودًا لأنَّ هذهِ لها كَميَّة وهذا له كَميَّة كما أنَّ البشر وهذهِ الأرضُ التي تحمِلُنا كُلٌّ له كَميَّة هذا معنى المحدود، ليسَ معنى المحدود الشَّىءُ الذي له حَجمٌ صغير يُعرَف كَم مِساحَتُهُ إنما معنى المحدود الشَّىءُ الذي له كَميَّة صغيرة أو كبيرة.فالله هو الموجود أزلا وأبدا بلا مكان ولا جهة ولا يوصف بأوصاف المخلوقين كالحركة والسكون والشكل والهيئة والصورة




مواضيع ذات صلة

<<< الدرس المقبل

الدرس السابق >>>