مواقع اخرى خدمات الصور الإسلامية فرق منحرفة المكتبة الصوتية
English  Francais  أهل السنة

الرد على من يقول أننا نكفّر علماء المسلمين

إنّ الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونستهديه ونشكره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهد الله فلا مضلّ له ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أنْ لا إله إلا الله وحده لا شريك له ولا مثيل له ولا ضد ولا ند له. وأشهد أنَّ سيدنا وحبيبنا وعظيمنا وقائدنا وقرة أعيننا محمّدًا عبده ورسوله وصفيه وحبيبه صلى الله وسلّم عليه وعلى كل رسول أرسله.

أما بعد عباد الله، فإني أوصيكم ونفسي بتقوى الله العليِّ القدير القائل في محكم كتابه: ﴿كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ﴾ الآية . ءال عمران/110.

إخوة الإيمان، إن الله تعالى امتدح أمّة سيّدنا محمّد صلى الله عليه وسلم بأنها تأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر، وكذلك ذمّ الذين كفروا من بني إسرائيل بقوله: ﴿كَانُواْ لاَ يَتَنَاهَوْنَ عَن مُّنكَرٍ فَعَلُوهُ لَبِئْسَ مَا كَانُواْ يَفْعَلُونَ﴾ المائدة /79.

وقد أخرج مسلم في صحيحه أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال للخطيب الذي قال: (من يطع الله ورسوله فقد رشد ومن يعصهما فقد غوى)، "بئس الخطيب أنت".

وذلك لأنه جمع بين الله والرسول بضمير واحد، فقال له صلى الله عليه وسلم: "قل ومن يعص الله ورسوله".

فإذا كان الرسول لم يسكت على هذا الأمر الخفيف الذي ليس كفرًا ولا إشراكًا فكيف بالذين ينشرون الكفر والضلال باسم الإسلام من على المنابر وأجهزة الإعلام بمختلف أنواعها؟

من هنا كان لا بدّ لنا أن نضع هؤلاء في الميزان ليراهم الناس على صورتهم الحقيقية. والدافع لنا على ذلك هو حبّ الآخرة، والدافع لنا على ذلك هو الالتزام بشرع الله تعالى بحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من رأى منكم منكرًا فليغيّره بيده فإن لم يستطع فبلسانه فإن لم يستطع فبقلبه وذلك أضعف الإيمان"رواه مسلم.

ونحن إخوة الإيمان لسنا في زمن السلف الصالح، بل روى البخاريّ "أن حذيفة رضي الله عنه سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم: هل بعد ذلك الخير من شر؟ قال نعم دعاة على أبواب جهنّم من أجابهم إليها قذفوه فيها. قال حذيفة يا رسول الله صفهم لنا، قال: هم من جلدتنا ويتكلمون بألسنتنا".

ففي هذا الزمن الذي انتشر فيه الكفر والضلال والفساد والظلام وأدعياء العلم والمشيخة والدكترة صار المعروف منكرًا عند كثير من الناس وصار المنكر معروفًا عند كثير من الناس، لذلك نقول لهؤلاء الذين يقولون عنا نكفّر علماء المسلمين: ماذا تريدون منا، أن نسكت عن الذي قال إبليس ما كفرش؟ ماذا تريدون منا، أن نسكت عن الذي قال إذا تعارض نص قرءاني مع نص علمي نترك القرءان ونأخذ بالنص العلمي؟ ماذا تريدون منا، أن نسكت عن الذي قال يجوز للمرأة أن تتخيّل رجلاً ءاخر عند جماع زوجها لها والعياذ بالله؟ ماذا تريدون منا، أن نسكت عن الذي سأله المذيع على التلفزيون قائلاً له لو كان النبي لا زال حيًا إلى الآن ما هي وظيفته فأجابه قائلاً: كان يمنع الأذان عن المكروفون.

وليعلم أننا لا نقول على أحد مقالة لم يقلها وإننا نعزو كل مقالة إلى مصدرها الفعلي الحقيقي، وما كلامنا عن هؤلاء المحرفين إلا من باب البيان الواجب تبيانه للعامة والخاصة ولا يظنّ ظانٌ أنّ هذا من باب الغيبة المحرمة فمن المعروف في تاريخنا أن السلف الصالح كانوا لا يسكتون على الباطل بل كانت ألسنتهم وأقلامهم سيوفًا على أهل البدع والأهواء، وليكن رائدنا إخوة الإيمان قول سيدنا علي رضي الله عنه: "لا يُعرف الحق بالرجال ولكن يُعرف الرجال بالحق".

وليكن ميزاننا إخوة الإيمان ميزان الشرع وليس اتباع الهوى، فمن اتبع الهوى هوى.

اللهمّ ثبت قلوبنا على دينك يا رب العالمين.

هذا وأستغفر الله لي ولكم

مواضيع ذات صلة

<<< الدرس المقبل

الدرس السابق >>>