[11][10][9][8][7][6][5][4][3][2][1]

ذكر النقول من المذاهب الأربعة وغيرها على أن أهل السنة يقولون: الله موجود بلا مكان ولاجهة

 

100- وقال نجم الدين مَنكُوبَرس (652) هـ شارح العقيدة الطحاوية ما نصه (1): "ولأن من لم يَرُضْ عقله في التفكر والتدبر والنظر في الدلائل يظن أن صانعه بجهة منه لمِا لا يعرفُ أن التحيز بجهة من أمارات الحدث وأنها منفيِّة عن القديم "ا هـ.

 

101- وقال الشيخ عبد العزيز بن عبد السلام الأشعري الملقب بسلطان العلماء (660 ص) ما نصه (2): "ليس- أي الله- بجسم مصوَّر، ولا جوهر محدود مُقدَّر، ولا يشبه شيئا، ولا يُشبهه شىءٌ، ولا تحيط به الجهات، ولا تكتنفه الأرضون ولا السموات، كان قبل أن كوَّن المكان ودبَّر الزمان، وهو الآن على ما عليه كان" ا.هـ


2 0 1- وقال محمد بن أحمد القرشي الهاشمي (669 هـ) ما نصه (3): (كان الله ولا مكان، وهو الان على ما عليه كان "ا.هـ.


103- وقال المفسّر محمد بن أحمد الأنصاري القرطبي المالكي  (671 هـ) ما نصه (4): "و"العليّ" يراد به علو القدر والمنزلة لا علو المكان، لأن الله منزه عن التحيز" ا.هـ.


104- وقال أيضا (5): " ومعنى"فَوْقَ عِبَادِهِ"(18/ سورة الأنعام)  فوقية الاستعلاء بالقهر  والغلبة عليهم، أي هم تحت تسخيره لا فوقية مكان  ا.هـ.

 

105- وقال أيضا (6)"والقاعدة تنزيهه- سبحانه وتعالى- عن الحركة والانتقال وشغل الأمكنة " ا.هـ.


106- وقال أيضّا عند تفسير"ءاية "أَوْ يَأْتِيَ رَبُّكَ أَوْ يَأْتِيَ بَعْضُ آيَاتِ رَبِّكَ "(158) سورة الأنعام مانصه (7): "وليس مجيئه تعالى حركة ولا انتقالا ولا زوالا لأن ذلك إنما يكون إذا كان الجائي جسما أو جوهرا" اهـ.


 

107- وقال أيضّا (8): "وقال أبو المعالي: قوله صلى الله عليه وسلم "لا تفضلوني على يونس بن متّى " المعنى فإني لم أكن وأنا في سدرة المنتهى بأقرب إلى الله منه وهو في قعر البحر في بطن الحوت. وهذا يدل على أن البارىء سبحانه وتعالى ليس في جهة" ا.هـ.

 

108- وقال أيضا (9) في تفسيرءاية:" وَجَاء رَبُّكَ وَالْمَلَكُ صَفًّا صَفًّا" ما نصه: "والله جل ثناؤه لا يوصف بالتحول من مكان إلى مكان، وأنَّى له التحول والانتقال ولا مكان له ولا أوان، ولا يجري عليه وقت ولا زمان، لأن في جريان الوقت على الشىء فوت الأوقات، ومن فاته شىء فهو عاجز" ا.هـ.


109- وقال أيضا عند تفسير قوله تعالى:" أَأَمِنتُم مَّن فِي السَّمَاء أَن يَخْسِفَ بِكُمُ الأَرْضَ" ما نصه (10): والمراد بها توقيره (11)

 

وتنزيهه عن السفل والتحت، ووصفه بالعلوِّ والعظمة لا بالأماكن والجهات والحدود لأنها صفات الأجسام. وإنما ترفع الأيدي بالدعاء إلى السماء لأن السماء مهبط الوحي ومنزل القطر ومحل القُدس ومعدن المطهرين من الملائكة، واليها ترفع أعمال العباد، وفوقها عرشه وجنته، كما جعل الله الكعبة قِبلة للدعاء والصلاة، ولأنه خلق الأمكنة وهو غير محتاج إليها، وكان في أزله قبل خلق المكان والزمان ولا مكان له ولا زمان، وهو الآن على ما عليه كان " ا.هـ.

 

110- وقال الشيخ ضياء الدين أبو العباس أحمد بن محمد بن عمرابن يوسف بن عمر بن عبد المنعم القرطبي (672 هـ) في الرد على المبتدعة المجسمة مُبيِّنّا عقيدة أهل السنة ما نصه (12):"هو الله لا أيـن ولا كـيـف عنـده ولا حَدَّ يحويه ولا حصرَ ذي حَدِّ ولا القُرْبُ في الأدنى ولا البعدُ والنَّوى يخالف حالا منه في القُرب والبُعْدِ" ا.ه


 

111- وقال ابو الحافظ أبو زكريا محيي الدين بن شرف النووي الشافعي الأشعري (676) ما نصه (13) إن الله تعالى ليس كمثله شىء , منزه عن التجسيم والانتقال والتحيز في جهة وعن سائر صفات المخلوق "ا.هـ.

 

112- وقال زكريا بن محمد الأنصاري القزويني (682 هـ) وهو مؤرخ جغرافي من القضاة رحل إلى الشام والعراق   وولي قضاء واسط أيام المعتصم العباسي، وهو صاحب كتاب (عجائب المخلوقات " ما نصه (14): "التوحيد: أن يعلم أن الله واحد قديم، لم يزل ولا يزال، كان ولا مكان وهو الآن على ما عليه كان، عالم بعلم أزلي، قادر بقدرة أزلية" ا.هـ.

 

113- وقال العلامة الأصولي الشيخ أحمد بن إدريس القَرَافي المالكي المصري (684 هـ) أحد فقهاء المالكية ما نصه (15): "وهو- أي الله- ليس في جهة، ونراه نحن وهو ليس في جهة" ا.هـ.

 

 

114- وقال الشيخ البيضاوي (685 هـ) ما نصه (16): "ولما ثبت بالقواطع أنه سبحانه منزه عن الجسمية والتحيز امتنع عليه النزول على معنى الانتقال من موضع إلى موضع أخفض منه " ا.هـ.

 

115- وقال الشيخ زين الدين علي بن محمد بن منصور المعروف بابن المنَيِّر (695 هـ) ما نصه (17): "جميع الأحاديث في هذه الترجمة مطابقة لها إلا حديث ابن عباس فليس فيه إلا قوله "رب العرش " ومطابقته والله أعلم من جهة أنه نبه على بطلان قول من أثبت الجهة أخذا من قوله:" ذِي الْمَعَارِجِ" ففهم أن العلو الفوقي مضاف إلى الله تعالى، فبيَّن المصنف- يعني البخاري- أن الجهة التي يصدق عليها أنها سماء والجهة التي يصدق عليها أنها عرش، كل منهما مخلوق مربوب مُحْدَث، وقد كان الله قبل ذلك وغيره، فحدثت هذه الأمكنة، وقِدَمه يحيل وصفه بالتحيز فيها" اهـ، نقله عنه الحافظ ابن حجر في شرح البخاري.

 

116- وقال الشيخ الصوفي الصالح عبد الله بن سعد 10 لمعروف بابن أبي جمرة (699 هـ) ما نصه (18): "فمحمد عليه السلام فوق السبع الطباق ويونس علبه السلام في قعر البحار، وهما بالنسبة إلى القرب من الله سبحانه على حد سواء، ولو كان عز وجل مقيدا بالمكان أو الزمان لكان النبي (صلى الله عليه و سلم) أقرب إليه، فثبت بهذا نفي الاستقرار والجهة في حقه جل جلاله " اهـ.

 

 

117- وقد أثنى الفقيه الحافظ الشيخ تقي الدين أبو الفتح محمد بن بن وهب القشيري المعروف بابن دقيق العيد الأشعري (702 هـ) على الرسالة التي صنفها ضياء الدين أبو العباس أحمد بن محمد القرطبي يرد بها على ما وقع في عصره من بعض المبتدعة من هجو الإمام أبي الحسن الأشعري، ومن جملة ما جاء في هذه الرسالة (19):


هو الله لا أين ولا كيف عنده ولا حد يحويه ولا حصر ذي حد

ولا القرب في الأدنى ولا البعد والنوى يخالف حالا منه في القرب والبعد
 

 وبذلك يعلم أن ابن دقيق العيد كان ينزه الله عن الجهة والمكان والحد خلافا لابن تيمية المجسم الذي يقول بالجهة والمكان والجلوس والحد والعياذ بالله تعالى.

 

118- وقال الشيخ المتكلم على لسان الصوفية في زمانه أحمد بن عطاء الله الإسكندراني الشاذلي (709 هـ) في حكمه ما نصه (20): "وصولك إلى الله وصولك إلى العلم به والا فجل ربنا أن يتصل به شىء أو يتصل هو بشى"اهـ.

 

119- وقال المفسر عبد الله بن أحمد النسفي (710 هـ، وقيل 701 هـ) ما نصه (21): (إنه تعالى كان ولا مكان فهو على ما كان قبل خلق المكان، لم يتغير عما كان" اهـ.


120- وقال العلامة اللغوي محمد بن مكرّم الإفريقي المصري المعروف بابن منظور (711 هـ) ما نصه (21): "وفي الحديث: "من تقرب إليّ شبرا تقربت إليه ذراعًا"  المراد بقرب العبد من الله عز وجل: القرب بالذكر والعمل الصالح لا قرب الذات والمكان لأن ذلك من صفات الأجسام، والله يتعالى عن ذلك ويتقدس" اهـ.


121- وقال القاضي الشيخ بدر الدين محمد بن إبراهيم المعروف بابن جماعة الشافعي الأشعري (733 هـ) ما نصه (22): "كان الله ولا زمان ولا مكان، وهو الان على ما عليه كان" اهـ.


122- وقال أيضا ما نصه (23): "فإن قيل: نفي الجهة عن الموجود يوجب نفيه لاستحالة موجود في غير جهة.


" قلنا: الموجود قسمان: موجود لا يتصرف فيه الوهم والحس والخيال والانفصال، وموجود يتصرف ذلك فيه ويقبله. فالأول ممنوع لاستحالته، والرب لا يتصرف فيه ذلك، إذ ليس بجسم ولا عرض ولا جوهر، فصح وجوده عقلا من غير جهة ولا حيز كما دل الدليل العقلي فيه، فوجب تصديقه عقلا، وكما دل الدليل العقلي على وجوده مع نفي الجسمية والعرضية مع بُعد الفهم الحسي له، فكذلك دلّ على نفي الجهة والحيز مع بُعد فهم الحسّ له " اهـ.

 

 

123- وقد ألَّف الشيخ شهاب الدين أحمد بن يحيى بن إسماعيل الكِلابي الحلبي الأصل المعروف بابن جَهْبَل (733 هـ) رسالة في الرد على بعض مجسمة عصره وهو ابن تيمية، قال تاج الدين السبكي ما نصه (24): "ووقفتُ له- أي لابن جهبل- على تصنيف صنّفَه في نفي الجهة ردَّا على ابن تيمية لا بأس به، وهو هذا" اهـ ثم ذكر هذه الرسالة بكاملها. وذَكر ابنُ جَهْبَل أنه ضَمَّنَ رسالته هذه عقيدة أهل السنة والرد على المشبهة المجسمة والحشوية والمتسترين بالسلف، ومما قاله (25): "ومذهب السلف إنما هو التوحيد والتنزيه دون التجسيم والتشبيه، والمبتدعة تزعم أنها على مذهب السلف " اهـ.

 

124- وقال (26): "وها نحن نذكر عقيدة أهل السنة فنقول: عقيدتنا أن الله قديم أزليٌّ، لا يُشْبِهُ شيئا ولا يشبهه شىء، ليس له جهة ولا مكان، ولا يجري عليه وقتٌ ولا زمان، ولا يقال له أين ولا حيث، يُرَى لا عن مقابلة  ولا على مقابلة، كان ولا مكان، كوَّن المكان، ودبَّرَ الزمان، وهو الآن على ما عليه كان، هذا مذهب أهل السنة الأشاعرة، وعقيدة مشايخ الطريق رضي الله عنهم " ا.هـ.

 

125- وقال الشيخ أبو عبد الله محمد بن محمد العبدري المعروف بابن الحاج المغربي المالكي (737 هـ) وكان من أصحاب العلاّمة الولي العارف بالله الزاهد المقريء ابن أبي جمرة نفعنا الله به ما نصه (27): "لا يقال في حقه- تعالى- أين ولا كيف " ا.هـ.

 

126- وقال أيضا ما نصه (28): "فلا يقال أين ولا كيف ولا متى، لأنه- تعالى- خالق الزمان والمكان " ا.هـ.

 

127- وقال المفسّر علي بن محمد المعروف بالخازن (741 هـ) (29) إن الشيخ فخر الدين الرازى ذكر الدلائل العقلية والسمعية على أنه لا يمكن حمل قوله تعالى :" الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى " على الجلوس والاستقرار وشغل المكان والحيّز.


128- وقد أصدر الملك الناصر محمد بن قلاون (30) (741 هـ) في سنة خمس وسبعمائة مرسوما يحذر فيه من عقيدة ابن تيمية الزائغة المتضمنة. للتشبيه والتجسيم وأمر بقراءة هذا المرسوم على المنابر في مصر والشام بعد أن عقد له مجلس شرعي حضره قضاه الإسلام وحكام الأنام وعلماء الدين وفقهاء المسلمين واتفقوا على إنكار ما كان يدعو إليه من إثبات الحيز والمكان والجهة في حق الله تعالى. ومما جاء في هذا المرسوم الذي قُرِأ على مسمع من العلماء ما نصه (31):وبلغنا أنه كان استتيب مرارّا فيما تقدم، وأخره الشرع الشريف لما تعرَّض لذلك وأقدم، ثم عاد بعد منعه، ولم تدخل تلك النواهي في سمعه.


وصح ذلك في مجلس الحاكم المالكي حكم الشرع الشريف أن يسجن هذا المذكور وأن يمنع من التصرف والظهور، ويكتب مرسومنا هذا بأن لا يسلك أحد ما سلكه المذكور من هذه المسالك، وينهى عن التشبيه في اعتقاد مثل ذلك، أو يعود له في هذا القول متبعاً، أو لهذه الألفاظ مستمعا، أو يسري في التشبيه مَسْراه، أو يفوه بجهة العلو بما فاه، أو يتحدَّث أحد بحرف أو صوت، أو يفوه بذلك إلى الموت، أو يتفوه بتجسيم، أو ينطق بلفظ في ذلك غير مستقيم، أو يخرج عن رأي الأئمة، أو ينفرد به عن علماء الأمة، أو يُحيِّزَ الله سبحانه وتعالى في جهة أو يتعرض إلى حيث وكيف، فليس لمعتقد هذا إلا السيف " اهـ.

"

 

129- وقال الشيخ حسين بن محمد الطيبي (743 هـ) عند شرح حديث الجارية ما نصه (32): "لم يُرِد- أي الرسول- السؤال عن مكانه- أي الله- فإنه منزه عنه " اهـ.


130- وقال المفسِّر المقرىء النحوي محمد بن يوسف المعروف بأبي حيان الأندلسي (745 هـ) عند تفسير قوله تعالى :" وَلَهُ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَنْ عِندَهُ لَا يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِه " ما نصه (33) وعند هنا لا يراد بها ظرف المكان لأنه تعالى منزه عن المكان، بل المعنى شرف المكانة وعلو المنزلة" اهـ.

 

131- وقال أيضا (34): "قام البرهان العقلي على أنه تعالى ليس بمتحيز في جهة" اهـ.

 

132- وقال أيضا ما نصه (35): "إنه تعالى ليس في جهة" اهـ.


133- قال الإمام المحقق القاضي عضد الدين عبد الرحمن الإيجي (756 هـ) في المواقف في الجزء الثالث صفحة 16 في المرصد الثاني في تنزيهه تعالى ما نصه: " المقصد الأول أنه تعالى ليس في جهة من الجهات ولا في مكان من الأمكنة وخالف فيه المشبهة وخصصوه بجهة الفوق " إلى أن قال: "لنا في إثبات هذا المطلوب وجوه (الأول) لو كان الرب تعالى. في مكان أو في جهة لزم قدم المكان أو الجهة وقد برهنّا أن لا قديم سوى الله تعالى وعليه الاتفاق من المتخاصمين (الثاني) المتمكن محتاج إلى مكان بحيث يستحيل وجوده بدونه والمكان مستغن عن جميعها وكلاهما باطل (أما) الأول فلتساوي الأحياز في أنفسها لأن المكان عند المتكلمين هو الخلاء المتشابه وتساوى نسبته أي نسبة ذات الواجب إليها وحينئذ فيكون اختصاصه ببعضها دون بعضءاخر منها ترجيحا بلا مرجح إن لم يكن هناك مخصص من خارج، أو يلزم الاحتياج أي  احتجاج الواجب في تحيزه الذي لا تنفك ذاته عنه إلى الغير إن كان هناك مخصص خارجي (وأما) الثاني وهو أن يكون في جميع الأحياز فلأنه يلزم تداخل المتحيزين لأن بعض الأحياز مشغول بالأجسام وأنه أي تداخل المتحيزين مطلقا محال بالضرورة، وأيضا فيلزم على التقدير الثاني مخالطته لقاذورات العالم،. تعالى عن ذلك علوا كبيرا (الرابع) لو كان متحيزا لكان جوهرا لاستحالة كون الواجب تعالى عرَضا وإذا كان جوهرا فإما أن لا ينقسم أصلا أو ينقسم وكلاهما باطل (أما) الأول فلأنه يكون حينئذ جزءا لا يتجزأ وهو أحقر الأشياء، تعالى الله عن ذلك (وأما) الثاني فلأنه يكون جسما وكل جسم مركب وقد مرّ أن التركيب الخارجي ينافي الوجوب الذاتي، وأيضا فقد بيَّنا أن كل جسم محدث فيلزم حدوث الواجب " (36) اهـ.

 

134- وكان العلامة الحافظ الفقيه المجتهد الأصولي الشيخ تقي الدين علي ابن عبد الكافي السبكي الشافعي الأشعري (756 هـ) ينزّه الله عن المكان ورد على المجسمة الذين ينسبون المكان والجهة لله تعالى. ذكر ذلك في رسالته "السيف الصقيل في الرد على ابن زفيل  وهو ابن قيم الجوزية المشهور بفتاويه الشاذة التي اظهرت عَوَاره وقلة فهمه، وتكذيبه لأنبياء الله ورسله والعياذ بالله، كقوله بفناء النار وزعمه الإجماع على أن الله في جهة فوق العرش مستدلا بكلام الفلاسفة وشيخه ابن تيمية.

 

قال السبكي ما نصه (37):"ونحن نقطع أيضا بإجماعهم- أي رسل الله وأنبيائه- (على التنزيه)، أما يستحي من ينقل إجماع الرسل على إثبات الجهة والفوقية الحسية لله تعالى؟ وعلماء الشريعة ينكرونها. أما تخاف منهم أن يقولوا له إنك كذبتَ على الرسل " اهـ.

 

 واعلم أن نشر الوهابية لهذه العقيدة الكفرية على أنها من عقيدة أهل السنة قول باطل وزور عاطل، والأدلة الدوافع شهود ناطقة على هؤلاء المتقولين في تعمدهم الكذب والبهتان لحاجة في أنفسهم (لأنهم على عقيدة ابن تيمية وتلميذه ابن القيم اللذين قالا بتحيز الله فوق العرش وإنه جالس عليه، تعالى الله عما يقول الظالمون علوَّا كبيرا) ولكن الخيبة والخجل قرينة المفترين. أما يخشون الله ربَّهم الذي إليه منقلبهم، هذا عجيب والأعجب منه من يصدقهم على ذلك بغير برهان أتوا به. فهل بعد ذلك يقال إن الوهابية يحافظون على عقيدة أهل السنة أم ينشرون ضد عقيدة أهل الحق؟!!

 

حتى إن أحد هؤلاء المخذولين ألَّف رسالة في هذه العقيدة الكفرية بكل وقاحة سمّاها "القول المختار لبيان فناء النار" (ط ا عام 412 \ هـ/ مطبعة سفير- الرياض) ايَّد فيها القول بفناء النار وانتهاء عذاب المشركين والكافرين الذين حاربوا الله ورسله، بل تمادى في غيّه وضلاله إلى الكذب على الله تعالى، فقال إن في القرءان ءايات تدل على أن النار تنطفىء وتفنى وينتهي عذاب الكفار والمشركين، أي على مقتضى كلامه .عذاب أبي لهب وأبي جهل ومسيلمة الكذاب الذي ادعى النبوة في زمن الرسول صلى الله عليه وسلم ,وفرعون الذي ادعى الألوهية وحارب نبي الله موسى عليه السلام، واليهود قتلة  الأنبياء ينتهي ويزول على زعمه والعياذ بالله من مثل هذا الكفر القبيح الشنيع، ويكفي أن نذكر ءاية واحدة من أكثر من ستين ءاية في القرءان تدل على بقاء النار وعذابها الأبدي السَّرمدي للكفار وهي قوله تعالى :" وَالَّذِينَ كَفَرُوا لَهُمْ نَارُ جَهَنَّمَ لَا يُقْضَى عَلَيْهِمْ فَيَمُوتُوا وَلَا يُخَفَّفُ عَنْهُم مِّنْ عَذَابِهَا"(36) سورة فاطر ومما تبجّح به هذا الوهابي قوله (38): "القول بفناء النار لا شك فيه لورود الأدلة بذلك من الكتاب والسنة" اه. وهذا كذب على الكتاب والسنة، وقال أيضا (39): " والحق والصواب معهما- يقصد ابن تيمية وتلميذه ابن القيم- في ذلك، وقد تكلما فيه دفاعا عن الإسلام " اهـ. وأي دفاع عن الإسلام هذا الذي زعمه هذا المفتري على الإسلام بل هو دفاع عن ابن تيمية وتلميذه ابن القيم اللذين عارضا القرءان برأيهما!! وقال أيضا (40): "أما مصير أهل النارَ بعد فنائها بتحول عذابها فهو كما قال ابن عباس: يأمر الله النارَ فتأكلهم، يعني أبدانهم وأرواحهم) اهـ. ألم يقرأ هذا المفتري قول الله تعالى عن الكافر"الَّذِي يَصْلَى النَّارَ الْكُبْرَى"( 12) ثُمَّ لَا يَمُوتُ فِيهَا وَلَا يَحْيَى" (13) سورة الأعلى  ونسبة هذا القول الباطل إلى ابن عباس فِرية بلا مِرية. هذه نبذة من فضائح الوهابية فإنهم يهدمون عقيدة أهل السنة متسترين بشعار السلفية والسلف منهم براء.





=================================================

المراجع


(1) النور اللامع والبرهان الساطع في شرح عقائد الإسلام (ص/ 1
08 من المخطوط).

(2) طبقات الشافعية الكبرى: ترجمة عبد العزيز بن عبد السلام (8/ 219).

(3) روض الرياحين (ص/ 496).

(4) الجامع لأحكام القرءان سورة البقرة، ءاية/ 55 2 (3/ 278).

(5) المصدر السابق سورة الأنعام، ءاية/ 18 (6/ 399).

(6) المصدر السابق سورة الأنعام ، ءاية/ 3 (6/ 390).

(7) المصدر السابق سورة الأنعام ءاية/158 (7/ 145).

(8) المصدر السابق سورة، الأنبياء، ءاية/ 87 (1 1/333-334).

(9) المصدر السابق سورة الفجر، ءاية/ 22 (20/ 55).

(10) المصدر السابق سورة الملك، ءاية/ 16 (18/ 216).

(11) مرا ده: تعظيمه.


(12) طبقات الشافعية: ترجمة أبي الحسن الأشعري (3/ 428)

(13) شرح صحيح مسلم (19/3).

(14) مفيد العلوم (ص/ 24).

(15) الأجوبة الفاخرة (ص/ 93).

(15) فتح الباري (3/ 31).

(16) فتح الباري (13/ 418- 419).


(17) بهجة النفوس (3/ 176).

(18) طبقات الشافعية الكبرى: ترجمة أبي الحسن الأشعري (3/ 128) .

(19) نقله عنه الشيخ مصطفى نجا مفتي بيروت في كتابه كشف الأسرار لتنوير الافكار ( ص/ 90).

 

(20) تفسير النسفي سورة طه/ ءاية ه (مجلد 2/2،48).

 (21) لسان العرب- مادة: ق رب (1/ 663- 664).

(22) إيضاح الدليل (ص/ 103- 4. 1).

(23) إيضاح الدليل (ص/ 104- 105).

 

(24) طبقات الشافعية الكبرى (9/ 35).

(25) المصدر السابق (9/ 36).

(26) المصدر السابق (9/ 41).

 

(27) المدخل (3/ 146).

(28) المدخل (3/ 181).

(29) تفسير الخازن (2/ 238).

(30) قال الحافظ ابن حجر: "كان مطاعا مهيئا عارفا بالأمور يعظم أهل العلم والمناصب الشرعية، لا يقرر فيها إلا من يكون  أهلا لها ويتحرى لذلك ويبحث عنه ويبالغ " اهـ (الدرر الكامنة 4/ 147).


(31) هذا المرسوم مأخوذ من كتاب "نجم المهتدي " لابن المعلم القرشي (مخطوط).

(32) شرح الطيبي على مشكاة المصابيح (6/ 340)

(33) البحر المحيط سورة الأنبياء/ ءاية 19 (6/ 302).

(34) البحر المحيط: (سورة الملك/ ءاية 16- 8/ 302).

(35) البحر المحيط: (سورة فاطر/ ءاية 10- جزء7/ ص 303).

(36) ذكره محمود خطاب السبكي في (إتحاف الكائنات (ص\130-131)

(37) السيف الصقيل في الرد على ابن زفيل (ابن قيم الجوزية): (ص/ 105).

 

(38) راجع الكتاب (ص/ 7).

(39) راجع الكتاب (ص/ 14).

(40) راجع الكتاب (ص/ 28).